کد مطلب:370092 شنبه 3 تير 1396 آمار بازدید:3674

سلمان الفارسى
[صفحه 26]

 

ابن أبی طالب علیه السّلام عندكم بالعراق یقاتل عدوه و عنده أصحابه و ما كان منهم خمسون رجلا یعرفونه حق معرفته، و حق معرفته امامته.


 

(1)

سلمان الفارسى‏


12- أبو الحسن و أبو اسحاق (2) حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر، قالا حدثنا محمد ابن عثمان، عن حنان بن سدیر، عن أبیه، عن أبی جعفر علیه السّلام، قال كان الناس أهل‏


______________________________

قال الشیخ فی كتاب الرجال فی اصحاب أبی جعفر محمد بن علی بن الحسین علیه السّلام: وردان أبو خالد الكابلی الاصغر روى عنه و عن أبی عبد اللّه علیهما السّلام و الكبیر اسمه كنكر[115].


و قال فی أصحاب أبی عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق علیهما السّلام: وردان أبو خالد الكابلی الاصغر روى عنهما علیهما السّلام و الاكبر كنكر[116].


و قال فی أصحاب أبی محمد علی بن الحسین علیهما السّلام: كنكر یكنى أبا خالد الكابلی و قیل ان اسمه وردان.


قلت: و ما یقال ان الاكبر و الاصغر یشتر كان فی وردان و كنكر اسما و لقبا و هم من غیر مستند.


قوله علیه السّلام: و حق معرفته امامته‏


أی بعد رسول اللّه صلى اللّه علیه و آله من غیر فصل بینهما صلى اللّه علیهما بأحد أصلا على حق الیقین.


قوله رحمه اللّه: أبو الحسن و أبو اسحاق‏


الطریق موثق بحنان بالمهملة المفتوحة و نونین من حاشیتی الالف و بالتخفیف و عالی الاسناد فی الطبقة الاولى.


[117]


[صفحه 27]


ردة بعد النبی صلّى اللّه علیه و آله الا ثلاثة. فقلت: و من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الاسود و أبو ذر الغفاری (1) و سلمان الفارسی، ثم عرف الناس بعد یسیر، (2) قال: هؤلاء الذین دارت‏


______________________________

قوله علیه السّلام: و أبو ذر الغفارى‏


بفتح المعجمة و تشدید الراء المعجمه و تخفیف الفاء.


قال فی المغرب: أصل الغفر الستر، و غفار حی من العرب الیهم ینسب أبو ذر الغفاری و أبو بصرة الغفاری.


و قد صح عنه صلّى اللّه علیه و آله عند العامة و الخاصة: ما اظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أصدق من أبی ذر لهجة. و فی روایة: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذی لهجه أصدق و لا أوفى من أبی ذر[118].


و فی طریق العامة من الصحاح فی مصابیحهم و مشكاتهم أن أبا سفیان أتى على سلمان و أبی ذر و صهیب و بلال فی نفر فقالوا: ما أخذت سیوف اللّه من عنق عدو اللّه فقال أبو بكر: أ تقولون هذا لشیخ قریش‏[119] و سیدهم، فأتى النبی صلّى اللّه علیه و آله فأخبره فقال: یا أبا بكر لعلك اغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال:


یا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا یغفر اللّه لك.


قوله علیه السّلام: ثم عرف الناس بعد یسیر


أی تنبهوا و تعرفوا و استیقنوا الامر و اتبعوا الحق و رجعوا الى أمیر المؤمنین علیه السّلام بعد زمان یسیر، و ازاحوا عن صدورهم وساوس تشكیكات المشككین، و عن ذلك التعبیر فی كتب الرجال بالرجوع الى أمیر المؤمنین علیه السّلام، كما یقولون مثلا أبو سعید الخدری مشكور من السابقین الذین رجعوا الى أمیر المؤمنین علیه السّلام.


[صفحه 28]


علیهم الرحا (1)


______________________________

قوله علیه السّلام: هؤلاء الذین دارت علیهم الرحا


فیه وجهان: الاول: أن یكون كنایة عن شدة الملمة بهم و صعوبة الداهیة علیهم، یعنی أنهم كانوا فی مضیق اعتداء المعتدین كأن الرحا تدور علیهم و تطحنهم، و مع ذلك فقد لازموا اتباع سبیل الحق و لم یبایعوا أمیر الجور و العدوان.


الثانی: أن یرام أن هؤلاء هم الذین كانوا لملة الإسلام كالقطب و المدار علیهم تدور رحاها و بهم یستقیم أمرها، اتبعوا سبیل الحق و لم یبایعوا أهل الضلال.


یقال: دارت رحى الامر اذا قام عموده و استقام نظامه. و منه فی حدیث نعت النبی صلّى اللّه علیه و آله: تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة و ثلاثین من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا. على ما حققناه فی المعلقات على زبور آل محمد الصحیفة الكریمة السجادیة[120].


فدوران الرحا علیهم على هذا السبیل معناه دورانها حولهم كما یكون دوران الرحا و الفلك على القطب و المحور. و ما یقال: ان دوران الرحا اذا استعمل باللام كان للتنسیق و التنظیم، و اذا استعمل بعلى كان للتهویش و التهویل خارج عن هذا الاستعمال.


فاذن ما قاله السید المكرم الرضی أخ السید المعظم المرتضى رضی اللّه عنهما فی كتاب مجازات الحدیث: دور الرحا یكون عبارة عن حالین مختلفین: احداهما مذمومة و الاخرى محمودة: فالمذمومة هی الحال التی بنی علیها الاخبار عن از عاج الامر عن مناطه و از حافه عن قراره، و اما الحال المحمودة فهی أن یكون دور الرحا عبارة عن تحرك جد القوم و قوة أمرهم و علو نجمهم یقال: دارت رحا بنی فلان اذا اتفقت لهم هذه الاحوال المحمودة، فهذه حال كان دور الرحا فیهما محمودا لمن دارت له و مذموما لمن دارت علیه، و انما قالوا: دارت رحا الحرب لجولان الابطال‏


[صفحه 29]


و أبوا أن یبایعوا (1) لأبی بكر حتى جاءوا بأمیر المؤمنین علیه السّلام‏


______________________________

فیها و حركات الخیل تحتها[121].


غیر مستقیم على اطلاقه.


قوله علیه السّلام: و أبوا أن یبایعوا


من الصحیح الثابت فی الاخبار أن قیس بن سعد بن عبادة الصحابی الانصاری من خلّص أنصار رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و من العشرة الذین نصروه صلّى اللّه علیه و آله، و من أصفیاء أولیاء أمیر المؤمنین علیه السّلام أیضا ممن لم یرتد و لم ینزعج و لم یبایع.


قال الشیخ فی كتاب الرجال فی أسماء من روى عن أمیر المؤمنین علیه السّلام:


قیس بن سعد بن عبادة و هو ممن لم یبایع أبا بكر[122].


و قال العلامة فی الخلاصة: قیس بن سعد بن عبادة من السابقین الذین رجعوا الى أمیر المؤمنین علیه السّلام و هو مشكور لم یبایع أبا بكر[123].


و سیجی‏ء فی الكتاب ما رواه أبو عمرو الكشی: أن أنس بن مالك قال: كان قیس بن سعد من النبی صلّى اللّه علیه و آله بمنزلة صاحب الشرطة من الامیر، و ما رواه فی مصالحة أبی محمد الحسن علیه السّلام و معاویة لم یبایع قیس بن سعد بن عبادة الانصاری صاحب شرطة الخمیس معاویة قال له معاویة: قم یا قیس فبایع فالتفت الى الحسین علیه السّلام ینظر ما یأمره فقال: یا قیس انه امامی یعنی الحسن علیه السّلام.


و كان قیس و أبوه سعد طولهما عشرة أشبار باشبارهما، و قد كانا من جملة من كان طولهم عشرة أشبار بأشبار أنفسهم، و كان شبر الرجل منهم یقال انه مثل ذراع أحدنا، و سعد لم یزل سید فی الجاهلیة و الإسلام، و أبوه و أجداده لم یزل فیهم الشریف‏


[صفحه 30]


مكرها فبایع (1) و ذلك قول اللّه عز و جل‏ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‏


______________________________

و كان قیس ابنه مثله بعده[124].


و من المتفق علیه أن سعد بن عبادة أیضا لم یبایع أبا بكر أبدا، فاذن حصر من لم یرتد و لم یبایع فی ثلاثة أو فی سبعة محمول على أنهم قصوى الغایة فی الاستیقان و الاستقامة و الانكار على متقمص‏[125] الخلافة و لص الامامة.


قوله علیه السّلام: مكرها فبایع‏


یعنی أظهر البیعة كرها، أو أنه وقعت فی البین شبهة البیعة فانه جی‏ء به علیه السّلام مكرها فكثر اللفظ و اضجت الاقوال و ارتفعت الاصوات فقال الناس: انه بایع لا أنه قد وقعت منه علیه السّلام المبایعة، فان ذلك خلاف ما أطبق علیه المحدثون من العامة و الخاصة، على ما بسطنا تحقیقه فی كتاب نبراس الضیاء و فی شرح تقدمة كتاب تقویم الایمان.


أ لیس قد اتفقت أصول أحادیث العامة فضلا من الخاصة على أنه علیه السّلام كان یقول: أنتم بالبیعة لی أحق منی بالبیعة لكم و انی أحتج علیكم بمثل ما احتججتم به على الانصار، و أنا أول من یحثو للخصومة بین یدی اللّه عز و جل‏[126].


و انما روایة البیعة فی صحیحهم البخاری على هذه الصورة باسناده: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: أن فاطمة بنت النبی صلّى اللّه علیه و آله أرسلت الى أبی بكر تسأله میراثها عن النبی صلّى اللّه علیه و آله فیما أفاء اللّه علیه بالمدینة و فدك و ما بقی من خمس خیبر فقال أبو بكر: ان رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أبو بكر أن یدفع الى فاطمة منها شیئا، فغضبت فاطمة على أبی بكر فی ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفیت، و عاشت بعد النبی صلّى اللّه علیه و آله ستة أشهر فلما توفیت دفنها زوجها علی لیلا و لم‏


[صفحه 31]


أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ» (1) الایة.


______________________________

یؤذن بها أبا بكر و صلى علیها.


و كان لعلی من الناس وجهة حیاة فاطمة، فلما توفیت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبی بكر و مبایعته، و لم یكن یبایع تلك الاشهر فأرسل الى أبی بكر ان ائتنا و لا یأتنا أحد معك، كراهیة لیحضر عمر، فقال عمر: لا و اللّه لا تدخل علیهم وحدك، و قال أبو بكر: و ما عسیتهم أن یفعلوا بی فدخل علیهم أبو بكر، فتشهد علی فقال: انا لن ننفس علیك خیرا ساقه اللّه علیك، و لكنك استبددت علینا بالامر و كنا نرى لقرابتنا من رسول اللّه صلى اللّه علیه و آله نصیبا حتى فاضت عینا أبی بكر فقال علی لا بی بكر: موعدك العشیة للبیعة.


فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهّد و ذكر شأن علی و تخلفه عن البیعة، و تشهّد و تشهّد علی و قال: لا یحملنی على التخلف عن البیعة نفاسة على أبی بكر و لا انكارا للذی فضّله اللّه به، و لكنا كنا نرى لنا فی هذا الامر حقا، فاستبد علینا به فوجدنا فی أنفسنا، فسر بذلك المسلمون و قالوا: أصبت و كان المسلمون الى علی قریبا حین رجع الامر الى المعروف انتهى ما فی صحیح البخاری‏[127]. فلینظر على جبلة الانصاف هل ذلك اذعان لا بی بكر بالامامة و اتیان له بالبیعة أو اعلان بأن أبا بكر متغلب بالخلافة و مستبد بالحق على أهله.


و قوله سبحانه: انقلبتم على أعقابكم‏


أی ارتددتم عن دینكم و رجعتم القهقرى، كما فعل بنو اسرائیل بعد موت موسى على نبینا و علیه السّلام.


[صفحه 32]


13- جبریل بن أحمد الفاریابی البرنانی، (1) قال حدثنی الحسن بن خرزاذ (2) قال‏


______________________________

قوله رحمه اللّه: جبریل بن احمد الفاریابى البرنانى‏


و ربما یقال الفریابی. قال الفاضل البرجندی: فاریاب بفاء بعدها ألف و سكون الراء المهملة و مثناة من تحت بعدها ألف ثم باء موحدة بلد صغیر قریب بلخ بینهما اثنان و عشرون فرسخا.


و فی القاموس: فریاب كجریال بلد ببلخ أو هو فیریاب ككیمیاء أو فاریاب كقاصعاء و كساباط ناحیة وراء نهر سیحون‏[128].


و البرنانی بنونین من حاشیتی الالف نسبة الى البرنی أو الى البرنیة، و بیاء مثناة من تحت قبل الف ثم النون على اختلاف النسخ نسبة الى قریة بمرو أو الى برین بن عبد اللّه الانصاری.


قال فی القاموس: یبرین أو أبرین موضع بحذاء الاحساء، و أبرینة و تكسر قریة بمرو، و برین بالضم ابن عبد اللّه أبو هند الداری الصحابی‏[129].


قال الشیخ فی كتاب الرجال فی باب لم: جبرئیل بن أحمد الفاریابی أبو محمد كان مقیما بكش كثیر الروایة عن العلماء بالعراق و قم و خراسان‏[130].


و أورده الحسن بن داود كذلك فی قسم الممدوحین من كتابه‏[131].


و من دیدن الاصحاب أن المشیخة المذكورین فی باب «لم» لا یعتبرون فیهم صریح التوثیق الیه، بل یكتفون فیهم بالمدح، و اذا لم یكن فی أحدهم مطعن و غمیزة كان حدیثه معدودا من الصحاح عندهم.


قوله رحمه اللّه: الحسن بن خرزاذ


یشترك فی هذا الاسم رجلان قمی و كشی، ذكر الشیخ فی كتاب الرجال‏


[صفحه 33]


حدثنی ابن فضّال، (1) عن ثعلبة بن میمون، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السّلام، عن أبیه عن جده علی بن أبی طالب علیه السّلام، قال: ضاقت الارض بسبعة (2) بهم ترزقون و بهم‏


______________________________

أحدهما فی أصحاب أبی الحسن الهادی علیه السّلام قال: الحسن بن خرزاذ قمی‏[132].


و ربما یدعى أنه قد قیل فیه الرمی بالغلو و لست أعرف كذلك مستندا.


و الاخر ذكره فی باب لم: الحسن بن خرزاد من أهل كش‏[133]. و هو هذا الرجل‏ قوله رحمه اللّه: ابن فضال‏


هو علی بن الحسن الفضال الفطحى الثقة الجلیل القدر المختلط بأصحابنا جدا. و الطریق به موثق.


قوله علیه السّلام: ضاقت الارض بسبعة


أی عجزت عن كفایة أمرهم و التوسعة علیهم، مع أن نزول مطر الرحمة و مدد النصرة من السماء على أهل الارض بهم و لا جلهم، و من جهة دعائهم للخلق و دعوتهم ایاهم الى الحق، منهم هؤلاء الخمسة الذین هم أركان الاربعة على اختلاف القولین.


قال الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال فی باب الجیم من أسماء من روى عن أمیر المؤمنین علیه السّلام: جندب بن جنادة و یقال جندب بن السكن یكنى أبا ذر أحد الاركان الاربعة[134].


و قال فی باب السین: سلمان الفارسی مولى رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله یكنى أبا عبد اللّه أول الاركان الاربعة[135].


و قال فی باب العین: عمار بن یاسر یكنى أبا الیقظان حلیف بنی مخزوم‏


[صفحه 34]


تنصرون و بهم تمطرون، منهم سلمان الفارسی و المقداد و أبو ذر و عمار و حذیفة (رحمة اللّه علیهم) و كان علی علیه السّلام یقول: و أنا امامهم، و هم الذین صلوا على فاطمة علیها السّلام.


14- محمد بن مسعود، قال حدثنی علی بن الحسن بن فضال، قال حدثنی العباس ابن عامر، و جعفر بن محمد بن حكیم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث النصری بن المغیرة، (1) قال‏ سمعت عبد الملك بن أعین، یسأل أبا عبد اللّه علیه السّلام قال فلم یزل یسأله حتى قال له: فهلك الناس اذا؟ قال: أی و اللّه یا ابن أعین هلك الناس أجمعون.


قلت: من فی الشرق و من فی الغرب؟ قال، فقال: انها فتحت على الضلال أی و اللّه‏


______________________________

و ینسب الى عبس بن مالك و هو مذحج بن أدد رابع الاركان‏[136].


و قال فی باب المیم: المقداد بن الاسود الكندی و كان اسم أبیه عمرو البهرائی، و كان الاسود بن عبد الیغوث قد تبناه فنسب الیه یكنى أبا معبد ثانی الاركان الاربعة[137].


و منهم من جعل حذیفة بن الیمان الانصاری رابع الاركان مكان عمار، و الشیخ رحمه اللّه تعالى قد نقل هذا القول فی ترجمة حذیفة[138] و اختاره العلامة رحمه اللّه فی الخلاصة[139] و الاشهر عند المتقدمین هو الاول.


قوله رحمه اللّه: عن الحارث النضری ابن المغیرة


باهمال الصاد بعد النون المفتوحة من بنی نصر بن معاویة، بصری روى عن أبی جعفر و أبی عبد اللّه و أبی الحسن علیهم السّلام، و روى عن زید بن علی، و هو مستقیم ثقة ثقة.


و سیرد علیك فی الكتاب ما رواه الكشی فی مدحه و فی ذمه و التعویل على روایات المدح.


[صفحه 35]


هلكوا الا ثلاثة (1) ثم لحق أبو ساسان (2) و عمار و شتیرة و أبو عمرة فصاروا سبعة.


______________________________

قوله علیه السّلام: و لكن الا ثلاثة


و فی نسخ عدة: هلكوا مكان و لكن.


قوله علیه السّلام: ثم لحق أبو ساسان‏


أبو ساسان الانصاری اسمه الحصین بن المنذر.


قال الشیخ فی كتاب الرجال فی أسماء من روى عن أمیر المؤمنین علیه السّلام:


حصین بن المنذر یكنى أبا ساسان الیرقاشی صاحب رایته علیه السّلام‏[140].


و فی طائفة من النسخ «أبو سنان» مكانه و هو الانصاری. و ذكره الشیخ أیضا فی كتاب الرجال‏[141] و هو من الاصفیاء من أصحابه علیه السّلام.


و «أبو عمرة الانصاری» اسمه ثعلبة بن عمرو قاله الشیخ فی كتاب الرجال فی باب من روى عن النبی صلّى اللّه علیه و آله من الصحابة[142] و ذكره بكنیته فی أسماء من روى عن أمیر المؤمنین علیه السّلام‏[143].


و «شتیرة» و فی بعض النسخ «شتیر» من دون الهاء باعجام الشین المضمومة و فتح التاء المثناة من فوق و اسكان الیاء المثناة من تحت ثم الراء، على ما ضبطه ابن الاثیر فی جامع الاصول حیث.


قال فی ترجمة شكل: هو شكل بن حمید العبسی من بنی عبس بن بغیض روى عنه ابنه شتیر بن شكل لم یرو عنه غیره و عداده فی الكوفیین، شكل بفتح الشین و فتح الكاف و اللام و شتیر بضم المعجمة و فتح التاء فوقها نقطتان، و بغیض بفتح الباء الموحدة و كسر الغین و بالضاد المعجمتین.


[صفحه 36]


..........


______________________________

و قال فی القاموس: شتیر كزبیر ابن شكل و ابن نهار تابعیان‏[144].


و ما قاله العلامة فی الخلاصة: و من خواص أمیر المؤمنین علیه السّلام من مضر شبیر بضم الشین المعجمة أو لا و الباء المنقطة تحتها نقطة و الیاء المنقطة تحتها نقطتین بعدها و الراء أخیرا ابن شكل العبسی بالباء المنقطة تحتها نقطة أبو عبد الرحمن‏[145]. ضبط من غیر مأخوذ من أصل.


فاما مؤاخذة الحسن بن داود علیه بقوله: و بعض المصنفین أثبت ستیر بالسین المهملة. و هو و هم، و قد اثبته الشیخ أبو جعفر فی باب الشین المجمعة[146]. فزور و اختلاق.


و الشیخ فی باب الشین المعجمة من أصحاب أمیر المؤمنین علیه السّلام قال:


شرحبیل و هبیرة و كریب و برید و شمیر و یقال شتیر هؤلاء اخوة بنی شریح قتلوا بصفین، كل واحد یأخذ الرایة بعد الاخر حتى قتلوا[147]، و قد نقله بالفاظه فی الخلاصة[148].


و أما «ستیر» باهمال السین المضمومة من أصحاب أمیر المؤمنین علیه السّلام من الاصفیاء، فقد ذكره البرقی[149] و لم یذكره الشیخ، و قد أورده فی الخلاصة ناقلا عن البرقی‏[150].


[صفحه 37]


15- حمدویه، قال حدثنا أیوب (1) عن محمد بن الفضل و صفوان، عن أبی خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لا بی جعفر علیه السّلام ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنیناها! قال، فقال: الا اخبرك باعجب من ذلك؟ قال، فقلت: بلى. قال: المهاجرون و الانصار ذهبوا (و أشار بیده) الا ثلاثة.


16- علی بن محمد القتیبی النیسابوری، قال حدثنی أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الرازی الخواری من قریة أسترآباد قال حدثنی أبو الحسین عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل، عن أبی حمزة، قال سمعت أبا جعفر (ع) یقول: لما مروا بأمیر المؤمنین علیه السّلام و فی رقبته حبل آل زریق، (2) ضرب أبو ذر بیده على الاخرى، ثم قال: لیت السیوف‏


______________________________

و «عمار» منسوب الى مذحج- بفتح المیم و اسكان الذال المعجمة و كسر الحاء المهملة و الجیم أخیرا- من قبائل الانصار، ذكره المطرزی فی المغرب فی ذ- ج و هو الصواب، و الجوهری فی الصحاح أخطأ فأورده فی م- ج، و كأنه ظن المیم أصلیة.


و بالجملة مذحج أكمة ولد بها أبو هذه القبیلة فسمى باسمها.


قال الفیروزآبادی فی القاموس فی ذ- ج: و مذحج كمجلس أكمة ولدت مالكا و طیبا أمهما عندها فسموا مذحجا، و ذكر الجوهری ایاه فی المیم غلط و ان أحاله على سیبویه‏[151].


قوله رحمه اللّه: حدثنا أیوب‏


هو أبو الحسین أیوب بن نوح، و الطریق صحیح و عالی الاسناد فی الطبقة الثالثة.


قوله علیه السّلام: فی رقبته حبل آل زریق‏


الزرق باسكان الراء بین الزاء المفتوحة و القاف معروف.


قال فی المغرب: و بتصغیره سمی من اضیف الیه بنو زریق و هم بطن من‏


[صفحه 38]


قد عادت بأیدینا ثانیة، و قال مقداد: لو شاء لدعا علیه ربّه عز و جل، و قال سلمان:


مولانا أعلم بما هو فیه.


17- محمد بن اسماعیل، (1) قال حدثنی الفصل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر عن ابراهیم بن عبد الحمید، عن أبی بصیر، قال: قلت لأبی عبد اللّه علیه السّلام ارتد الناس الا ثلاثة أبو ذر و سلمان و المقداد قال: فقال أبو عبد اللّه علیه السّلام: فأین أبو ساسان و أبو عمرة الانصارى؟


18- محمد بن اسماعیل، قال حدثنی الفضل بن شاذان، عن ابن أبی عمیر عن وهیب بن حفص، عن أبی بصیر، عن أبی جعفر علیه السّلام، قال: جاء المهاجرون و الانصار و غیرهم بعد ذلك الى علی علیه السّلام فقالوا له: أنت و اللّه أمیر المؤمنین و أنت و اللّه أحق الناس و أولاهم بالنبی علیه السّلام هلم یدك نبایعك فو اللّه لنموتن قدامك! فقال‏


______________________________

الانصار، الیهم ینسب أبو عیاش الزرقی بضم الزاء و فتح الراء، و حبل آل زریق یتخذ مما ینبت من الارض كلحاء شجر القنب و غیر ذلك و هو من أخشن الحبل و أغلظها.


قوله رحمه اللّه: محمد بن اسماعیل‏


هو الذی یروی عنه ابو جعفر الكلینی رضوان اللّه تعالى علیه أیضا فی الكافی، و كثیرا ما یجعله صدر السند فی الطبقة الاولى، كما یروی عنه أبو عمرو الكشی رحمه اللّه تعالى و یصدر به الاسناد یكنى أبا الحسین نیسابوری فاضل.


و هو و علی بن محمد القتیبی النیسابوری تلمیذا الفضل بن شاذان، و حدیث كل منهما یعد صحیحا، كما استمر علیه هجیر العلامة فی المختلف و المنتهى و شیخنا الشهید فی الذكرى و شرح الارشاد.


و لقد أوضحت الحال و حققنا المقال فی الرواشح السماویة[152] و فی المعلقات على الاستبصار[153] بما لا مزید علیه.


[صفحه 39]


علی علیه السّلام: ان كنتم صادقین فاغدوا غدا علیّ محلقین فحلق علی علیه السّلام و حلق سلمان و حلق مقداد و حلق أبو ذر و لم یحلق غیرهم.


ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له أنت و اللّه أمیر المؤمنین و أنت أحق الناس و أولاهم بالنبی علیه السّلام هلمّ یدك نبایعك فحلفوا فقال: ان كنتم صادقین فاغدوا علی محلقین فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت: فما كان فیهم عمار؟


فقال: لا. قلت: فعمار من أهل الردة؟ فقال: ان عمارا قد قاتل مع علی علیه السّلام بعد.


19- و روى جعفر غلام عبد اللّه بن بكیر، عن عبد اللّه بن محمد بن نهیك، عن النصیبی، (1) عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: قال امیر المؤمنین علیه السّلام: یا سلمان اذهب الى فاطمة (علیها السّلام) فقل لها تتحفك من تحف الجنة؟ فذهب الیها سلمان فاذا بین یدیها ثلاث سلال، فقال لها یا بنت رسول اللّه أ تحفینی؟ قالت: هذه ثلاث سلال جاءتنى بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، و قالت الاخرى: أنا ذرة لا بی ذر، و قالت الاخرى: أنا مقدودة للمقداد، ثم قبضت فناولتنی، فما مررت بملاء الا ملئوا طیبا لریحها.


20- محمد بن قولویه، قال حدثنی سعد بن عبد اللّه بن أبی خلف، قال حدثنی‏


______________________________

قوله رحمه اللّه تعالى: عن النصیبى‏


هو محمد بن سلمة البنانی، ذكره الشیخ فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق علیه السّلام و قال: نزل نصیبین أصله كوفی أسند عنه‏[154].


و لیس فی رجالنا من أهل نصیبین الا هذا الرجل یروی عنه عبد اللّه بن محمد بن نهیك و عبید اللّه بن أحمد بن نهیك، و هما شیخان صدوقان ثقتان جلیلا القدر.


و آل نهیك- بفتح النون و كسر الهاء- بیت من أصحابنا بالكوفة، و یرویان أیضا عن درست بن أبی منصور الواسطی.


[صفحه 40]


علی بن سلیمان بن داود الرازی، (1) قال حدثنا علی بن أسباط، عن أبیه أسباط بن سالم‏


______________________________

قوله رحمه اللّه تعالى: على بن سلیمان بن داود الرازى‏


نسبة الى الری روى عنه سعد بن عبد اللّه، و كأنه كان رقی الاصل.


ذكره الشیخ فی كتاب الرجال فی أصحاب أبی محمد العسكری علیه السّلام و قال:


علی بن سلیمان بن داود الرقی[155].


و فی بعض النسخ «الرویانی» نسبة الى رویان- بضم الراء قبل الواو الساكنة و الیاء المثناة من تحت قبل الالف و النون بعدها- بلد من طبرستان.


قال الفاضل البرجندی: بینه و بین قزوین ستة عشر فرسخا.


و فی القاموس: محلة بالری و قریة بحلب و بلد بطبرستان و منه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعیل و غیره‏[156].


و ربما یظن أن الرجل هذا من بنی أعین، و كان له اتصال بصاحب الامر علیه السّلام و خرج‏[157] الیه توقیعات و كانت له منزلة فی أصحابنا، و كان و رعا ثقة و فقیها لا یطعن علیه فی شی‏ء.


و یقال: انه فاسد، فان الذی من بنی أعین هو علی بن سلیمان بن الحسن بن الجهم بن بكیر بن أعین أبو الحسن الرازی، على ما فی كتاب النجاشی و غیره مكتوبا بخط السید المكرم جمال الدین أحمد بن طاوس. و تبعه العلامة فی الخلاصة[158].


و الحسن بن داود حسبه و هما و زعم أن الصحیح أبو الحسن الزراری بالزای‏


[صفحه 41]


قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر علیهما السّلام‏ اذا كان یوم القیامة نادى مناد أین حواری محمد بن عبد اللّه رسول اللّه (1) الذین لم ینقضوا العهد و مضوا علیه؟ فیقوم سلمان و المقداد و أبو ذر؟ ثم ینادی مناد أین حواری علی بن أبی طالب علیه السّلام وصی‏


______________________________

المضمومة و الراء قبل الالف و بعدها[159].


و كذلك ضبطه العلامة أیضا فی الایضاح نسبة الى زرارة بن أعین.


و ذلك عندی منظور فی صحته.


قوله علیه السّلام: أین حوارى محمد بن عبد اللّه رسول اللّه علیه السّلام‏


قال فی الكشاف: حواری الرجل صفوته و خالصته، و منه قیل للحضریات الحواریات لخلوص ألوانهن و نظافتهن و فی وزنه الحوالی و هو الكثیر الحیلة[160].


قلت: و اما الذی بمعنى حول الشی‏ء و جوانبه و أطرافه كما یقال: حوالینا و حوالیكم و بین ظهرانینا و بین ظهرانیكم، فعلى هیئة صیغة المثناة من غیر ارادة معنى التثنیة لا على وزن الحواری و لا على هیئة وزن الجمع. و منه فی حدیث الاستسقاء:


اللهم حوالینا و لا علینا[161].


و المشهور أن الحواری أصله من الحور بمعنى خلوص البیاض، و التحویر بمعنى التبییض، و الخبز الحواری الذی نخل طحینه مرة بعد مرة. و منه فی الحدیث:


الحواری من امتی أی خاصتی من أصحابی و أنصاری.


و الحواریون من أصحاب عیسى علیه السّلام أول من آمن به من أصفیائه و خلصائه‏


[صفحه 42]


..........


______________________________

و كانوا اثنی عشر رجلا قیل: كانوا قصارین یحورون الثیاب أی یبیضونها فسموا الحواریین، ثم صار هذا الاسم مستعملا فیمن أشبههم من الذین خلصوا من كل ریب و نقوا من كل عیب و أخلصوا سرائرهم و نیاتهم فی نصرة الانبیاء و الاوصیاء و التصدیق بهم.


و قیل: كانوا صیادین و قیل: كانوا ملوكا یلبسون البیض من الثیاب قاله العزیزی فی غریب القرآن و غیره.


و قال الراغب فی المفردات: قال بعض العلماء: انما سموا حواریین لأنهم كانوا یطهرون نفوس الناس بافادتهم الدین و العلم المشار الیه بقوله عز و جل‏ «إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً»[162]. و قال: انما كانوا قصارین على التمثیل و التشبیه، و تصور منه من لم یتخصص بمعرفة الحقائق المهنة المتداولة بین العامة. قال: و انما كانوا صیادین لاصطیادهم نفوس الناس من الحیرة وقودهم الى الحق‏[163].


و عندی أنه یجوز أن یعتبر أصل الحواری من الحور بمعنى الرجوع، لان حواری الرجل یرجع الیه فی أموره، و حواری النبی أو الوصی یرجع الیه فی دینه لا الى غیره.


و منه المحاورة و التحاور: أی المراجعة فی التكلم و التراجع فی المخاطبة، و كلمته فلم یحر جوابا و لا أحار خطابا أی لم یرجع إلیّ كلاما، و نعوذ باللّه من الحور بعد الكور، أی من الرجوع الى النقصان بعد كمال الزیادة.


[صفحه 43]


محمد بن عبد اللّه رسول اللّه؟ فیقوم عمرو بن الحمق الخزاعی (1) و محمد بن أبی بكر و میثم بن یحیى التمار مولى بنی أسد و أویس القرنی.


قال ثم ینادی المنادی أین حواری الحسن بن علی بن فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه رسول اللّه؟ فیقوم سفیان بن أبی لیلى الهمدانی و حذیفة بن أسید الغفاری. قال، ثم ینادی المنادی أین حواری الحسین بن علی علیه السّلام؟ فیقوم كل من استشهد معه و لم یتخلّف عنه. قال، ثم ینادی المنادی أین حواری علی بن الحسین علیه السّلام؟ فیقوم جبیر ابن مطعم و یحیى بن أم الطویل و أبو خالد الكابلی (2) و سعید بن المسیب. ثم ینادی المنادی این حواری محمد بن علی و حواری جعفر بن محمد؟ فیقوم عبد اللّه بن شریك العامری و زرارة بن أعین و برید بن معاویة العجلی و محمد بن مسلم و أبو


______________________________

قوله علیه السّلام: فیقوم عمرو بن الحمق الخزاعى‏


قال فی القاموس: الحمق ككتف الخفیف اللحیة و عمرو بن الحمق صحابی‏[164].


و الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال ذكره فی رجال أمیر المؤمنین علیه السّلام‏[165] و فی أصحاب أبی محمد الحسن بن علی علیهما السّلام‏[166].


و سیتكرر بعده فی الكتاب مدحه.


قوله علیه السّلام: جبیر بن مطعم و یحیى بن أم الطویل و ابو خالد الكابلى‏


جبیر بن مطعم بضم الجیم و فتح الموحدة على صیغة التصغیر، و ضم المیم و فتح العین على اسم المفعول من الاطعام.


ذكره الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال فی باب من روى عن النبی صلّى اللّه علیه و آله‏


[صفحه 44]


..........


______________________________

من الصحابة قال فی باب الجیم: جبیر بن مطعم بن عدی بن نوفل بن عبد مناف یكنى أبا محمد مات سنة ثمان و خمسین‏[167].


و فی مختصر أبی عبد اللّه الذهبی: جبیر بن مطعم بن عدی بن نوفل ممن حسن اسلامه، عنه ابناه محمد و نافع و ابن المسیب، سید حلیم و قور نسابة، مات سنة ستة و خمسین.


فمن العجب قول الحسن بن داود فی كتابه جبیر بن مطعم «كش» أنه من حواری «ین» و لم أره فی كتب الشیخ رحمه اللّه‏[168].


و سیرد فی الكتاب من طریق أبی عمرو الكشی عن الفضل بن شاذان مسندا عن أبی عبد اللّه علیه السّلام: ارتد الناس بعد قتل الحسین علیه السّلام الا ثلاثة أبو خالد الكابلی و یحیى بن أم الطویل و جبیر بن مطعم. و فی روایة یونس عن حمزة بن محمد الطیار مثله، و زاد فیه و جابر بن عبد اللّه الانصاری، ثم ان الناس لحقوا و كثروا[169]. و قد روى الفضل بن شاذان و غیره.


و نقله حسن بن داود فی كتابه: أن یحیى بن أم الطویل أمه وشیكته كانت ظئر علی بن الحسین سید الساجدین علیه السّلام و كان علیه السّلام یدعوها أمّا، و هی التی زوجها فعابه على ذلك عبد الملك بن مروان بأنه زوج أمه توهما منه أنها والدته علیه السّلام و كانت والدته علیه السّلام شهر بانوى قد توفیت و هو صغیر السن‏[170].


قلت: فاذن قد ظهر أن یحیى بن أم الطویل أخو سید العابدین علیه السّلام من جهة الرضاع، و أمه من النسب أمه علیه السّلام من الرضاعة.


[صفحه 45]


بصیر لیث بن البختری المرادی و عبد اللّه بن أبی یعفور و عامر بن عبد اللّه بن جداعة (1) و حجر بن زائدة و حمران بن أعین. ثم ینادی سائر الشیعة مع سائر الائمة علیهم السّلام یوم القیامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقین (2) و أول المقربین و أول المتحورین من التابعین.


______________________________

و استبان معنى ما رواه أبو جعفر الكلینی رضوان اللّه تعالى علیه فی جامعه الكافی:


أن علی بن الحسین علیه السّلام كان له أخ من أمه.


و كذلك ما فی كتاب المحاضرات للراغب: ان أم علی بن الحسین بن زین العابدین علیه السّلام تزوجت فی زمانه بعد أبیه الحسین علیه السّلام سید الشهداء و عابه على ذلك عبد الملك بن مروان فلیعلم‏[171].


قوله علیه السّلام: عامر بن عبد اللّه بن جداعة


بضم الجیم و اهمال الدال على ما قد ضبطه العلامة فی الایضاح، و ربما یضبط باعجام الدال بعد الجیم المضمومة.


و «حجر بن زائدة» باهمال الحاء المضمومة قبل الجیم الساكنة.


و «حمران بن أعین» بضم الحاء المهملة على ما ضبطه الاكثر، و قیل: بكسرها أخو زرارة بن أعین باهمال العین الساكنة بین الهمزة و الیاء المثناة من تحت المفتوحتین، و هو من القراء المتقنین قرأ علیه حمزة، و علماء العامة یعرفون جلالته و یطعون فیه بالرفض.


قال الذهبی فی میزان الاعتدال: حمران بن أعین كوفی روى عن أبی الطفیل و غیره، و قرأ علیه حمزة، و كان یتقن بالقرآن. و قال أبو حاتم: شیخ. و قال أبو داود: رافضی. و روى حمزة عن حمران بن أعین أن النبی صلّى اللّه علیه و آله قرأ: ان لدینا أنكالا و جحیما. فصعق.


قوله علیه السّلام: فهؤلاء المتحورة أول السابقین‏


على التفعل من الحواری أی الجاعلون أنفسهم حواریین، فهذه الروایة معول‏


[صفحه 46]


21- جبریل بن أحمد، قال حدثنی محمد بن عیسى، (1) عن ابن أبی نجران، عن صفوان بن مهران الجمّال، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام، قال، قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله: ان اللّه تعالى أمرنی بحب أربعة، قالوا: و من هم یا رسول اللّه؟ قال: علی بن أبی طالب (2) ثم سكت، ثم قال: ان اللّه أمرنی بحب أربعة قالوا: و من هم یا رسول اللّه؟ قال علی بن أبی طالب علیه السّلام و المقداد بن الاسود و أبو ذر الغفاری و سلمان الفارسی.


22- حمدویه بن نصیر، قال حدثنی محمد بن عیسى. و محمد بن مسعود، قالا حدثنا جبریل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عیسى، عن النضر بن سوید، عن محمد ابن بشیر، عمن حدثه، قال‏ ما بقی أحد الا و قد جال جولة (3) الا المقداد بن الاسود فان قلبه كان مثل زبر الحدید.


______________________________

علیها فی ارتفاع منزلة هؤلاء المتحورین السابقین المقربین.


و قول بعض شهداء المتأخرین فی حواشی الخلاصة[172] أن فی طریقها علی بن سلیمان و هو مجهول، لا تعویل علیه كما دریت و مرفوعة الحسین بن سعید فی ذم عامر و حجر غیر صالحة للمعارضة، و سیستبین لك إن شاء اللّه العزیز العلیم.


قوله رحمه اللّه: جبرئیل بن أحمد قال: حدثنى محمد بن عیسى‏


یعنی به العبیدی الیقطینی‏


قوله صلى اللّه علیه و آله: ان اللّه أمرنى بحب أربعة قالوا: و من هم یا رسول اللّه قال: على بن أبى طالب علیه السّلام‏


هذا الحدیث ثابت الصحة عند العامة من طرقهم فی صحاحهم و أصولهم و مصابیحهم و مشكاتهم بأسانید غیر محصورة.


قوله رحمه اللّه: الا و قد جال جولة


بالجیم أی انزعج فی سره انزعاجة ما، و حاد قلبه عن سبیله حیدة ما.


[صفحه 47]


23- طاهر بن عیسى الوراق، (1) رفعه الى محمد بن سفیان، عن محمد بن سلیمان الدیلمى، عن علی بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله: یا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر، (2) یا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر.


24- علی بن الحكم، عن سیف بن عمیرة، (3) عن أبی بكر الحضرمی، قال: قال‏


______________________________

قال فی المغرب: أصاب المسلمین جولة هی كنایة عن الهزیمة و لا تستعمل الا فی حق الاولیاء، و أصلها من الجولان.


قوله رحمه اللّه تعالى: طاهر بن عیسى الوراق‏


هو أبو محمد من أهل كش من مشیخة الشیوخ.


قال الشیخ فی كتاب الرجال: صاحب كتاب روى عنه الكشی، و روى هو عن أحمد بن جعفر الخزاعی عن محمد بن الحسین بن أبی الخطاب‏[173].


و هذا الطریق بعد الرفع ضعیف بمحمد بن سلیمان الدیلمی عن علی بن أبی حمزة البطائنی عن أبی بصیر المكفوف یحیى بن القاسم، أو أبی القاسم.


قوله علیه السّلام: لكفر


بالتخفیف على المجرد من الكفور بالشی‏ء و الكفران به، بمعنى الجحود و الانكار، أو بالتشدید على التفعیل للنسبة من كفره تكفیرا، أی نسبه الى الكفر.


قوله رحمه اللّه: على بن الحكم عن سیف بن عمیرة


الطریق صحیح على التعلیق لان طریق أبی عمرو الكشی الى علی بن الحكم صحیح معروف.


و لیعلم أن روایة ارتداد الناس الا القلیل منهم بعد النبی صلّى اللّه علیه و آله غیر مختصة بطریق أصحابنا رضوان اللّه تعالى علیهم، بل أن حدیث أنباء رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله أنه ترتد


[صفحه 48]


..........


______________________________

الصحابة و ترجع القهقرى بعده علیه و آله السّلام، عند علماء العامة صحیح ثابت فی أصولهم الستة الصحاح و جامع أصولهم و مستدركهم و مسندهم و مصابیحهم و مشكاتهم و غیرها من كتبهم المعتبرة بأسانیدهم المتصلة و مسانیدهم المعتمدة من طرق متكثرة، تحكم فی القدر المشترك بینها بالتواتر و فی كثیر منها نصوص على أن ذلك الارتداد انما هو فی الامامة و الخلافة، لا بعبادة الاوثان و الشرك باللّه عز و جل‏[174].


فمن جملة ذلك فی صحیحی البخاری و مسلم و غیرهما عن ابن شهاب عن سعید بن المسیب أنه كان یحدث أن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال: یرد علیّ یوم القیامة رهط من أصحابی فیحلئون عن الحوض فأقول یا رب أصحابی فیقال: انه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى[175].


عن ابن المسیب أنه كان یحدث عن أصحاب النبی صلّى اللّه علیه و آله أن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال:


یرد علی الحوض رجال من أصحابی فیحلئون عنه فأقول: یا رب أصحابی فیقول:


انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى‏[176].


عن أنس عن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: لیردن علیّ ناس من أصحابی الحوض حتى اذا عرفتهم اختلجوا دونی فأقول: أصحابی فیقول: لا تدری ما أحدثوا بعدك‏[177].


أبو حازم عن سهل بن سعد قال: قال النبی صلّى اللّه علیه و آله: انی فرطكم على الحوض من مرّ علیّ شرب و من شرب لم یظمأ أبدا، لیردن علی اقوام أعرفهم و یعرفونی ثم یحال بینی و بینهم. قال أبو حازم: فسمعنی النعمان بن أبی عیاش فقال: هكذا سمعت من سهل فقلت: نعم فقال: أشهد على أبی سعید الخدری لسمعته و هو یزید فیها فأقول:


[صفحه 49]


..........


______________________________

انهم منی فیقال: انك لا تدری ما أحدثوا بعدك فأقول: سحقا سحقا لمن غیر بعدی[178].


عن المغیرة قال: سمعت أبا وائل عن عبد اللّه عن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: أنا فرطكم على الحوض، و لیرفعن معی رجال منكم ثم لیختلجن دونی فأقول: یا رب أصحابی فیقال: انك لا تدری ما أحدثوا بعدك‏[179].


عن عطاء بن یسار عن أبی هریرة عن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: بینا أنا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بینی و بینهم فقال: هلم فقلت: أین؟ قال الى النار و اللّه قلت: و ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى، ثم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بینی و بینهم فقال: هلم فقلت: أین؟ قال: الى النار و اللّه، قلت: ما شأنهم؟ قال، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى بعدك، فلا أراه یخلص فیهم الامثل همل النعم‏[180].


عن عقبة أن النبی صلّى اللّه علیه و آله خرج یوما فصلى على [أهل‏] أحد صلاته على المیت ثم انصرف الى المنبر فقال: انی فرطكم و أنا شهید علیكم و انی و اللّه لا نظر الى حوضی الان و انی أعطیت مفاتیح خزائن الارض أو مفاتیح الارض، و انی و اللّه ما أخاف علیكم أن تشركوا بعدی و لكنی أخاف علیكم أن تنافسوا فیها[181].


ففی الصحیحین من المتفق علیه فی باب الحرص على الامارة عن أبی هریرة عن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: انكم ستحرصون على الامارة و ستكون ندامة یوم القیامة فنعمت المرضعة و بئست الفاطمة[182].


[صفحه 50]


..........


______________________________

و فی صحیحی الترمذی و النسائی و المصابیح و المشكاة عن كعب بن عجرة قال: قال لی رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله: أعیذك باللّه من امارة السفهاء قال: و ما ذاك یا رسول اللّه؟ قال: أمراء سیكون بعدی من دخل علیهم فصدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم، فلیسوا منی و لست منهم و لن یردوا علی الحوض، و من لم یدخل علیهم و لم یصدقهم بكذبهم و لم یعنهم على ظلمهم فاولئك منی و أنا منهم و أولئك یردون علی الحوض‏[183].


و عن أبی ذر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله كیف أنتم و أئمة من بعدی یستأثرون بهذا الفی‏ء قلت: أما و الذی بعثك بالحق أضع سیفی على عاتقی فأقاتلهم حتى ألقاك قال:


أولا أدلك على خیر من ذلك تصبر حتى تلقانی[184].


و فی صحیح مسلم و سنن أبی داود عن ابن عباس عن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: انكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرء «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِیدُهُ وَعْداً عَلَیْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِینَ»[185] و أول من یكسی یوم القیامة ابراهیم علیه السّلام، و ان ناسا من أصحابی یؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابی أصحابی، فیقول: انهم لم یزالوا مرتدین على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول، كما قال العبد الصالح: «وَ كُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً ما دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ‏ الى قوله‏ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ‏[186]» قال أبو داود فی السنن:


هذا حدیث متفق على صحته أخرجه مسلم من محمد بن مثنى، و غیره عن محمد بن‏


[صفحه 51]


أبو جعفر علیه السّلام‏ ارتد الناس: الا ثلاثة نفر سلمان و أبو ذر و المقداد. قال: قلت فعمار؟


قال: قد كان جاض جیضة (1) ثم رجع، ثم قال: ان اردت الذی لم یشك و لم یدخله شی‏ء فالمقداد، فأما سلمان فانه عرض فی قلبه عارض ان عند أمیر المؤمنین علیه السّلام اسم اللّه‏


______________________________

جعفر عن شعبة عن المغیرة[187].


و «الغرل» جمع أغرل و هو الاغلف، و قوله «لم یزالوا مرتدین».


لم یرد به الردة عن الإسلام، انما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة.


قال ابن الاثیر فی النهایة و جامع الاصول: انهم كانوا یمشون بعدك القهقرى قال الازهری: معناه الارتداد عما كانوا علیه، و قد قهقر و تقهقر و القهقرى مصدر[188]،


فهذه نبذة مما فی أصول المخالفین و صحاحهم، و من أحب الاستقصاء فعلیه بما أوردناه فی كتبنا[189].


قوله علیه السّلام: قد كان جاض جیضة


یروى بالجیم قبل الالف و الضاد المعجمة بعدها یقال: جاض عن الحق جیضة أی عدل، و جاض فی القتال اذا فر، و أصل الجیض المیل عن الشی‏ء.


و یروى باهمال الحاء و الصاد من حاشیتی الالف من حاص عن الشی‏ء اذا حاد عنه، و حاص القوم فی القتال حیصا و حیصة: أی جالوا جولة یطلبون الفرار، و المحیص: المحید و المهرب.


و بعض القاصرین أهمل الحاء و أعجم الضاد من حیض النساء، و تحامل توجیهه بما لا یتفوه به ذو مسكة ما.


[صفحه 52]


الاعظم لو تكلّم به لأخذتهم الارض و هو هكذا، فلبب و وجئت عنقه (1) حتى تركت كالسلقة، فمر به أمیر المؤمنین علیه السّلام فقال له یا أبا عبد اللّه هذا من ذاك بایع، فبایع، و أما أبو ذر فأمره أمیر المؤمنین علیه السّلام بالسكوت و لم یكن یأخذه فی اللّه لومة لائم فأبى الا أن یتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الانصاری و أبو عمرة و شتیرة و كانوا سبعة، فلم یكن یعرف حق أمیر المؤمنین علیه السّلام الا هؤلاء السبعة.


25- حمدویه بن نصیر، قال حدثنا أبو الحسین بن نوح، قال حدثنا صفوان ابن یحیى، عن ابن بكیر، عن زرارة، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: أدرك سلمان العلم الاول و العلم الاخر، و هو بحر لا ینزح، و هو منّا أهل البیت.


بلغ من علمه: أنه مر برجل فی رهط فقال له: یا عبد اللّه تب الى اللّه عز و جل من الذی عملت به فی بطن بیتك البارحة، قال: ثم مضى، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك. قال: انه أخبرنی بأمر ما اطلّع علیه الا اللّه و أنا.


و فی خبر آخر مثله، و زاد فی آخره: ان الرجل كان أبا بكر بن أبی قحافة.


______________________________

قوله علیه السّلام: فلبب و وجئت عنقه‏


كلتاهما على ما لم یسم فاعله، اللبة: المنخر. و اللبب: موضع القلادة من الصدر.


قال فی الصحاح: لببت الرجل تلبیبا: اذا جمعت ثیابه عند صدره و نحره فی الخصومة ثم جررته[190].


و فی النهایة الاثیریة: لببت الرجل لبا و لبیته تلبیا اذا جعلت فی عنقه ثوبا أو غیره و جررته، و أخذت بتلبیب فلان: اذا جمعت علیه ثوبه الذی هو لا بسه و قبضت علیه تجره، و التلبیب: مجمع ما فی موضع اللبب من ثیاب الرجل‏[191].


و الوجی‏ء: الضرب بالید أو بالسكین. یقال: وجأه فی عنقه من باب منع،


[صفحه 53]


..........


______________________________

و منه لیس فی كذا و كذا و لا فی الوجاءة قصاص، و الوجاء: بالكسر على فعال نوع من الخصاء، و هو أن تضرب العروق بحدیدة و تطعن فیها من غیر اخراج البیضتین یقال: كبش موجوء اذا فعل به ذلك قاله فی المغرب.


و السلقة: بالهاء واحدة السلق. باهمال السین المكسورة و اسكان اللام قبل القاف، و هو اسم لجنس النبت المعروف یؤكل یقال له فی بلاد العجم «چقندر».


قال فی القاموس: السلق بالكسر مسیل الماء، و الجمع كعثمان و بقلة معروفة تجلو و تحلل و تلین و تسر النفس نافع للنقرس و المفاصل، و عصیره اذا صب على الخمر خللها بعد ساعتین، و على الخل خمره بعد أربع، و عصیر أصله سعوطا تریاق وجع السن و الاذن و الشقیقة، و سلق الماء و سلق البر نباتان، و السلق أیضا أثر التسع فی جنب البعیر، و كذلك السلق بالتحریك، و سلق فلانا طعنه و صرعه و ألقاه على ظهره و سلقه باللسان أذاه بالكلام و سلق اللحم عن العظم نحاه عنه‏[192].


و معنى الحدیث: ان سلمان عرض فی قلبه عارض الشك و الاعتراض أن أمیر المؤمنین عنده الاسم الاعظم فلیته یدعو اللّه عز و جل به علیهم، فاذا القوم قد هجموا علیه فلببوه و وجاؤا عنقه یجرونه الى أبی بكر للبیعة و هو ممتنع منها حتى تركوا عنقه الموجوء.


و تأنیث الضمیر العائد الیه باعتبار معنى الرقبة، كأنه السلقة من فرط ما و جاؤها فمر به أمیر المؤمنین علیه السّلام، و قد اطلعه اللّه جل و عز على ما قد خالجه فی سره و عرض له فی قلبه، فقال له: یا أبا عبد اللّه هذا من ذاك بایعهم على التقیة، و كن بقضاء اللّه و قدره من الراضین، و لا تكونن عن سر القدر من الغافلین، و لا على ما جف به القلم فی القضاء الاول من المعترضین، فرضی سلمان و سارع و سمع و أطاع و بایع.


[صفحه 54]


26- جبریل بن أحمد، قال حدثنی الحسن بن خرزاذ، (1) قال حدثنی أحمد بن علی و علی بن أسباط، قالا: حدثنا الحكم بن مسكین، عن الحسن بن صهیب، عن أبی جعفر علیه السّلام قال: ذكر عنده سلمان الفارسی قال فقال أبو جعفر علیه السّلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسی و لكن قولوا سلمان المحمدی، ذلك رجل منّا أهل البیت.


______________________________

و على نمط آخر: أنه عرض فی قلبه العارض و تخالج فی صدره الخاطر، ثم تنبه و أناب، فأخذ بتلبیبه فوجأ عنقه حتى تركها كالسلقة زجرا و عقوبة لنفسه، فمر به أمیر المؤمنین علیه السّلام فقال له، هذا من ذاك و أن ذاك منك حیود ما عن السبیل، فاستأنف الانابة و جدد البیعة فأناب الیه علیه السّلام، و بایع على تنقیة السر من عوارض الشكوك و خواطر الاوهام.


قوله رحمه اللّه: جبرئیل بن أحمد قال: حدثنى الحسن بن خرزاذ


یعنی بالحسن بن خرزاذ الذی هو من أهل كش من طبقات باب «لم» لا القمی المعدود من أصحاب أبی محمد الحسن العسكری علیه السّلام،


ذكر الشیخ الاول فی باب «لم»[193] و الثانی فی أصحاب العسكری علیه السّلام[194].


و قال النجاشی، الحسن بن خرزاذ قمی كثیر الحدیث له كتاب أسماء رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله و كتاب المتعة، و قیل: انه غلا فی آخر عمره، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن الوارث السمرقندی قال: حدثنا أبو علی بن الحسن بن علی القمی قال: حدثنا الحسن بن خرزاذ بكتابه[195].


قوله رحمه اللّه تعالى: الحكم بن مسكین‏


قال النجاشی فی كتابه: الحكم بن مسكین أبو محمد كوفی مولى ثقیف المكفوف روى عن أبی عبد اللّه علیه السّلام، ذكره أبو العباس، له كتاب الوصایا كتاب‏


[صفحه 55]


27- جبریل بن أحمد، قال حدثنی الحسن بن خرّزاذ، قال حدثنی الحسن بن علی بن فضّال، عن ثعلبة بن میمون، عن زرارة، عن أبی جعفر علیه السّلام قال: كان علی علیه السّلام محدثا، و كان سلمان محدثا. (1)


______________________________

الطلاق كتاب الظهار، أخبرنا الحسین بن عبید اللّه قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سفیان‏[196] قال: حدثنا حمید بن زیاد قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن الحكم بكتاب الطلاق و الظهار[197].


و شیخنا الشهید فی الذكرى نقل عن العلامة فی المختلف فی باب صلاة الجمعة أنه قال: فی طریق روایة محمد بن مسلم «الحكم بن مسكین» و لا یحضرنی الان حاله فنحن نمنع صحة السند، ثم اعترض علیه فقال قلت: الحكم ذكره الكشی و لم یتعرض له بذم‏[198]، و الروایة لا یطعن فیها كون الراوی مجهولا عند بعض الاصحاب‏[199].


و نحن نقول: نعم ذكر الكشی الرجل من دون أن یتعرض لنقل طعن فیه أو غمیزة آیة جلالة الرجل.


و لكن الحكم بن مسكین لا ترجمة له فی كتاب الاختیار هذا للشیخ رحمه اللّه تعالى، و لا فی كتاب اختیار السید جمال الدین أحمد بن طاوس من كتاب الكشی، فكأنه قدس اللّه لطیفه قد وجده فی أصل كتاب الكشی، أو كان رائما للنقل عن النجاشی فجرى على لسان قلمه الكشی و اللّه سبحانه أعلم.


قوله علیه السّلام: كان على علیه السّلام محدثا و كان سلمان محدثا


بفتح الدال المشددة على اسم المفعول من باب التفعیل، أما علی علیه السّلام‏


[صفحه 56]


28- محمد بن مسعود، قال حدثنی أحمد بن منصور الخزاعی، (1) عن أحمد ابن الفضل الخزاعی، عن محمد بن زیاد، (2) عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الرحمن ابن أعین، قال سمعت أبا جعفر علیه السّلام یقول: كان سلمان من المتوسمین.


(3)


29- جبریل بن أحمد، قال حدثنی الحسن بن خرزاذ، قال حدثنی اسماعیل ابن مهران، عن علی بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السّلام یقول: سلمان علّم الاسم الاعظم.


______________________________

فمحدث على المعنى المصطلح علیه حقیقة، و أما سلمان فكان محدثا على التجوز بمعنى المفهم الملهم، و سیستبین لك شرح ذلك إن شاء اللّه تعالى.


قوله رحمه اللّه تعالى: أحمد بن منصور الخزاعى‏


هو الذی یقال له محمد بن منصور بن نصر الخزاعی من أصحاب أبی الحسن الرضا علیه السّلام.


صرح بذلك الشیخ رحمه اللّه تعالى فی كتاب الرجال حیث ذكر فی أصحاب علی بن موسى الرضا علیه السّلام محمد بن منصور بن نصر الخزاعی، ثم كرر ذكره فقال:


محمد بن نصر الخزاعی، و یقال له: أحمد بن منصور[200].


قوله رحمه اللّه تعالى: عن محمد بن زیاد


یعنی به محمد بن الحسن بن زیاد العطار فانه یقال له: محمد بن زیاد أیضا، كما قاله النجاشی فی أسناد طریقه الیه و قال: كوفی ثقة روى أبوه عن أبی عبد اللّه علیه السّلام[201].


قوله علیه السّلام: كان سلمان من المتوسمین‏


قال الراغب فی المفردات: الوسم التأثیر و السمة الاثر، قال تعالى‏ «سِیماهُمْ‏


[صفحه 57]


30- جبریل بن أحمد، قال حدثنی الحسن بن خرزاذ، عن اسماعیل بن مهران، عن أبان عن جناح، (1) قال حدثنی الحسن بن حمّاد، بلغ به، قال: كان‏


______________________________

فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ[202]» و قال: «تَعْرِفُهُمْ بِسِیماهُمْ[203]» و قوله تعالى‏ «إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ[204] أی للمتبرین العارفین المتعظین، و هذا التوسم هو الذی سماه قوم الذكاء: و قوم الفطنة،  و قوم الفراسة، و قال صلّى اللّه علیه و آله: اتقوا فراسة المؤمن و قال: المؤمن ینظر بنور اللّه‏[205].


قوله رحمه اللّه تعالى: عن أبان عن جناح‏


أبان الذی یروی عنه اسماعیل بن مهران هو أبان بن محمد البجلی ابن أخت صفوان بن یحیى، كان ثقة وجها فی أصحابنا الكوفیین قاله النجاشی‏[206].


أو هو أبان بن عثمان الاحمر البجلی أحد من أجمعت العصابة على تصحیح ما یصح عنهم.


و «جناح» الذی روى أبان عنه هو جناح بن عبد الحمید الكوفی، و یحتمل جناح بن رزین مولى مفضل بن قیس الاشعری، ذكرهما الشیخ فی أصحاب أبی عبد اللّه الصادق علیه السّلام‏[207].


و ما فی بعض النسخ‏[208] أبان بن جناح مكان «عن» فمن تصحیف الناسخین.[209]


 


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى) ؛ ج‏1 ؛ ص57


[صفحه 58]


سلمان اذا رأى الجمل الذی یقال له عسكر یضربه، (1) فیقال له یا أبا عبد اللّه ما ترید من هذه البهیمة؟ فیقول: ما هذا بهیمة و لكن هذا عسكر بن كنعان الجنی، یا أعرابی لا ینفق جملك هاهنا (2) و لكن اذهب به الى الحوأب فانك تعطى به ما ترید.


31- جبریل بن أحمد، حدثنی الحسن بن خرزاذ، قال حدثنی اسماعیل بن مهران، عن علی بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی جعفر علیه السّلام قال: اشتروا عسكرا بسبعمائة درهم و كان شیطانا.


______________________________

قوله رحمه اللّه: اذا رأى الجمل الذى یقال له عسكر یضربه‏


كان هودج عائشة فی وقعة الجمل على جمل اسمه عسكر قاله المطرزى فی المغرب فی: ن ك.


و قال أبو الحسن المسعودى رحمه اللّه تعالى فی مروج الذهب: انصرف عن الیمن عامل عثمان فأتی مكه، فصادف فیها عائشة و طلحة و الزبیر و مروان بن الحكم فی آخرین من بنی أمیة، فكان ممن حرض على الطلب بدم عثمان و أعطی عائشة و طلحة و الزبیر أربعمائة ألف درهم و كراعا و سلاحا و بعث الى عائشة بالجمل المسمى «عسكرا» و كان شراؤه من الیمن بمأتی دینار انتهى[210].


قلت: فلذلك كان یضربه سلمان رضی اللّه تعالى عنه.


قوله رحمه اللّه: لا ینفق جملك هاهنا


أی لا یروج من النفاق بمعنى الرواج، و لكن اذهب به الى الحوأب بفتح الحاء المهملة و اسكان الواو بعدها همزة مفتوحة ثم باء موحدة.


و فی طائفة من النسخ الحوب بتشدید الواو للقلب و الادغام.


و فی الحدیث المتواتر المشهور انه صلّى اللّه علیه و آله قال: ایتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب.


[صفحه 59]


32- حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن حنان بن سدیر، عن أبیه عن أبی جعفر علیه السّلام قال: جلس عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله ینتسبون و فیهم سلمان الفارسی، و ان عمر سأله عن نسبه و أصله؟ فقال: أنا سلمان بن عبد اللّه كنت ضالا فهدانی اللّه بمحمد، و كنت عائلا فأغنانی اللّه بمحمد، و كنت مملوكا فاعتقنی اللّه بمحمد، فهذا حسبی و نسبی.


ثم خرج رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله فحدثه سلمان و شكى الیه ما لقی من القوم و ما قال لهم فقال النبی صلّى اللّه علیه و آله: یا معشر قریش ان حسب الرجل دینه، و مروته خلقه، و أصله عقله، قال اللّه تعالی: «إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ». یا سلمان لیس لا حد من هؤلاء علیك فضل الا بتقوى اللّه، و ان كان التقوى لك علیهم فأنت أفضل.


33- جبریل بن أحمد. قال حدثنی أبو سعید الادمی سهل بن زیاد، عن منخّل، عن جابر، عن أبی جعفر علیه السّلام قال: دخل أبو ذر على سلمان و هو یطبخ قدرا له، فبیناهما یتحدثان اذا انكبّت القدر (1) على وجهها على الارض، فلم یسقط من مرقها


______________________________

قال ابن الاثیر فی النهایة و جامع الاصول: الحوأب منزل بین بصرة و مكة و هو الذی نزلته عائشة فنبحتها الكلاب لما جاءت الى البصرة و فی وقعة الجمل‏[211].


قوله علیه السّلام: فبینا هما یتحدثان اذا انكبت القدر


اختلفت النسخ فی «بینا» و «بینما» و «اذ» و «اذا» و «انكبت» و «انكفأت» و المعنى فی ذلك كله واحد یزاد فی بین ما او الالف فیجعل بمنزلة حین، فیقال: بینما زید یفعل كذا و بینا یفعل كذا،


و اذ وقتیة لما مضى من الزمان، و قد تكون للمفاجأة و هی التی بعد بینا و بینما.


و اذا تكون للمفاجأة و تكون ظرفا زمانیا للماضی، أو للمستقبل، أو للحال، و قد تكون ظرف مكان و تكون شرطیة.


[صفحه 60]


و لا ودكها شی‏ء، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شدیدا، و أخذ سلمان القدر فوضعها على وجهها حالها الاول على النار ثانیة، و أقبلا یتحدثان، فبیناهما یتحدثان اذ انكبت القدر على وجهها، فلم یسقط منها شی‏ء من مرقها و لا ودكها، قال: فخرج أبو ذر و هو مذعور من عند سلمان، فبینا هو متفكر اذ لقى أمیر المؤمنین علیه السّلام قال له: یا أبا ذر ما الذی أخرجك من عند سلمان و ما الذی ذعرك؟ (1) فقال له أبو ذر: یا أمیر المؤمنین رأیت سلمان صنع كذا و كذا فعجبت من ذلك. فقال أمیر المؤمنین علیه السّلام: یا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما یعلم لقلت رحم اللّه قاتل سلمان، یا أبا ذر أن سلمان باب اللّه فی الارض من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا، و ان سلمان منا أهل البیت.


34- طاهر بن عیسى الوارق الكشی قال: حدثنی أبو سعید جعفر بن أحمد بن أیوب التاجر السمرقندی (2)


______________________________

و كببت الاناء فانكب و كفأته فانكفأ و قلبته فانقلب كلها بمعنى واحد،


و الودك و سم اللحم و هو بالتحریك كالمرق.


قوله علیه السّلام: و ما الذى ذعرك‏


باعجام الذال و اهمال العین. و فی بعض النسخ «أذعرك» من باب الافعال، و هما بمعنى یقال: ذعره یذعره ذعرا بالفتح فهو مذعور من باب منع خوفه، و أذعره اذعارا فهو مذعر أیضا أخافه، كما فزعه یفزعه فزعا و أفزعه یفزعه افزاعا،


و «الذعر» بالضم الخوف، و الفعل منه ذعر یذعر فهو ذاعر من باب فرح یفرح، و الذعر بالتحریك الدهش و الفعل منه أیضا من باب فرح.


قوله رحمه اللّه: أبو سعید جعفر بن أحمد بن أیوب التاجر السمرقندى‏


فی نسخ كتاب أبی العباس النجاشی التی وقعت إلیّ جمیعا «العاجز» أو «المعاجز» بالعین المهملة قبل الالف و بالجیم و الزاء بعدها قال: جعفر بن أحمد بن أیوب السمرقندی أبو سعید یقال له ابن العاجز كان صحیح الحدیث و المذهب روى‏


[صفحه 61]


قال حدثنی علی بن محمد بن شجاع (1) عن أبی العباس أحمد بن حماد المروزی عن الصادق علیه السّلام‏ انه قال فی الحدیث الذی روى فیه «ان سلمان كان محدثا» قال: انه‏


______________________________

عنه محمد بن مسعود العیاشی، ذكر أحمد بن الحسین رحمه اللّه أن له كتاب الرد على من زعم أن النبی صلّى اللّه علیه و آله كان على دین قومه قبل النبوة، طریقنا الیه شیخنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن قولویه عن محمد بن عمر بن عبد العزیز الكشی عنه‏[212].


و الذی رأیناه فی كتاب الكشی، و فی كتاب الاختیار منه للشیخ على اتفاق النسخ، و فی الاختیار منه للسید بن طاوس «التاجر» مكان «العاجز» بالتاء المثناة من فوق قبل الالف و الراء بعد الجیم.


و كذلك قال الحسن بن داود: جعفر بن أحمد بن أیوب السمرقندی یقال له:


ابن التاجر كذا رأیته بخط الشیخ (ره)[213].


و هو مطابق لما رأیناه مذ اشتغلنا بهذه العلوم الى الان فی نسخ كتاب الرجال للشیخ، لكن الموجود فیها بأسرها جعفر بن محمد بن أیوب یعرف ب «ابن التاجر» أو «المتاجر» من أهل سمرقند متكلم له كتب‏[214]، لا جعفر بن أحمد كما فی كتاب الكشی و النجاشی.


قوله رحمه اللّه: على بن محمد بن شجاع‏


و هو الذی یقال له علی بن شجاع النیسابوری، ذكره الشیخ فی أصحاب أبی محمد العسكری علیه السّلام قال: علی بن شجاع نیسابوری‏[215]


[صفحه 62]


كان محدثا عن امامه لا یجوز به (1) لأنه لا یحدث عن اللّه عز و جل الا الحجة.


35- طاهر بن عیسى قال: حدثنی أبو سعید قال: حدثنی الشجاعی (2) عن یعقوب ابن یزید عن ابن أبی عمیر عن خزیمة بن ربیعة یرفعه قال: خطب سلمان الى عمر فرده، ثم ندم فعاد الیه (3) فقال: انما أردت أن اعلم ذهبت حمیة الجاهلیة عن قلبك أم هی كما هی.


36- حمدویه بن نصیر قال: حدثنا محمد بن عیسى العبیدی (4) عن یونس بن‏


______________________________

قوله علیه السّلام: لا یجوز به‏


الباء للتعدیة و العائد لكونه محدثا، أی لا یتعدى بكونه محدثا و لا یعد به عن امامه الى ملك یحدثه عن اللّه عز و جل، فان المحدثیة على هذا السبیل لا تكون الا للحجة و غیر الحجة انما محدثیته بتوسط النبی، و الحجة لا عن اللّه بواسطة الملك لا غیر.


و فی بعض النسخ «لا عن ربه» و هو تصحیف لا یجوز به.


قوله رحمه اللّه تعالى: قال: حدثنى الشجاعى‏


الذی استبان لنا أن الشجاعی المتكرر و روده فی الاسانید اسمه الحسن بن طیب یروی عنه العاصمی ذكر أبو العباس النجاشی ذلك فی كتابه، و استفدناه منه قال: الحسن بن طیب بن حمزة الشجاعی غیر خاص فی أصحابنا رووا عنه له كتاب ذوات الاجنحة، ثم أسند طریقه الیه و قال: أخبرنا محمد بن محمد عن أبی الحسن ابن داود قال حدثنا الحسین بن علان قال حدثنا العاصمی عنه بهذا الكتاب‏[216].


قوله علیه السّلام: ثم ندم فعاد الیه‏


یعنی ثم سلمان ندم عن خطبته الى عمر، فعاد الى عمر فقال له ذلك.


قوله رحمه اللّه تعالى: قال حدثنا محمد بن عیسى العبیدى‏


هذا هو الصحیح، و فی نسخ كثیرة «العنبری» مكان «العبیدی» و ذلك من‏


[صفحه 63]


عبد الرحمن و محمد بن سنان عن الحسین بن المختار (1) عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّه‏


______________________________

تحریفات الناسخین و تصحیفاتهم، و ان كان واردا فی الانساب نسبة الى قریة بالیمن، أو كنایة عن خلوص النسب، و عنبری البلد مثل فی الهدایة، لان بنی العنبر أهدى قوم قاله فی القاموس‏[217] و غیره.


قوله رحمه اللّه تعالى: عن الحسین بن المختار


هو القلانسی الكوفی قال الشیخ فی كتاب الرجال: واقفی له كتاب‏[218].


و قال النجاشی: أبو عبد اللّه كوفی مولى أحمس من بجیلة و أخوه الحسن یكنى أبا محمد ذكرا فیمن روى عن أبی عبد اللّه و أبی الحسن علیهما السّلام، له كتاب یرویه عنه حماد بن عیسى و غیره[219].


و قال ابن عقدة: عن علی بن الحسن أنه كوفی ثقة[220].


و فی ارشاد شیخنا المفید فی باب النص على الرضا علیه السّلام: أنّه من خاصة الكاظم و ثقاته و أهل الورع و العلم و الفقه من شیعته[221].


و روى أبو جعفر الكلینی رضوان اللّه تعالى علیه فی جامعه الكافی أنه قال:


الحسین بن المختار قال لی الصادق علیه السّلام رحمك اللّه، و قد روى جماعة من الثقات عنه نصا على الرضا علیه السّلام.


قلت: فذلك یدافع كونه واقفیا، و لذلك لم یحكم به النجاشی و لا نقله عن أحد على ما هو المعلوم من دیدن النجاشی، و بالجملة الرجل من أعیان الثقات و عیون الاثبات و اللّه سبحانه أعلم.


[صفحه 64]


علیه السّلام قال: كان و اللّه علی محدثا، و كان سلمان محدثا قلت: اشرح لی. قال: یبعث اللّه الیه ملكا (1) ینقر فی اذنه یقول كیت و كیت.


37- جبرئیل بن أحمد حدثنی محمد بن عیسى عن حماد بن عیسى عن حریز عن الفضیل بن یسار عن أبی جعفر علیه السّلام قال: قال لی: تروی ما یروی الناس ان علیا علیه السّلام قال فی سلمان «أدرك علم الاول و علم الاخر»؟ قلت: نعم قال: فهل تدری ما عنی؟ قلت: یعنی علم بنی اسرائیل و علم النبی صلّى اللّه علیه و آله. فقال: لیس هكذا یعنی و لكن علم النبی و علم علی و أمر النبی و أمر علی.


______________________________

قوله علیه السّلام: قلت: اشرح لى قال: یبعث اللّه الیه ملكا


فی الكافی رئیس المحدثین أبی جعفر الكلینی رضی اللّه تعالى عنه فی كتاب الحجة باب الفرق بین الرسول و النبی و المحدث[222].


و هذا الباب من غامضات العلم و غوامض الحكمة، و قد شرحنا منهجه و أوضحنا سبیله فی غیر موضع واحد فنقول: قد استبان فی علم ما فوق الطبیعة فی باب الإیحاءات و النبوات و فی العلم الطبیعی فی كتاب النفس، و حقق شریكنا السالف فی الرئاسة فی إلهیات الشفاء و طبیعیاته، و نحن فی قبسات الحق الیقین و فی سدرة المنتهى و فی الرواشح السماویة:


ان ذا القوة القدسیة الصائر باستكمال نفسه المجردة فی مرتبة العقل المستفاد عالما عقلیا مطابقا لعوالم الوجود، قوته العقلیة كبریت، و روح القدس الذی هو العقل الفعّال و واهب الصور باذن ربه نار، و اذا صار من حزبه و انخرط فی سلكه اشتعل ناره فی كبریته دفعة و أحال نفسه الى جوهر ذاته.


فالنفس المجردة العاقلة بحسب كمال هذه القوّة شجرة یكاد زیتها یضی‏ء و لو لم تمسسه نار نور على نور، فمن كانت لشجرة نفسه القدسیة ثلاث خاصیات بحسب استكمال قوى ثلاث كان نبیا، له ضروب النبوة الثلاثة من جهة كمال قوتیه‏


[صفحه 65]


..........


______________________________

النظریة التی منها انبجاس مبادی الادراكات و العملیة التی منها انبعاث مبادی التحریكات.


الاولى: ما بحسب كمال القوة العاقلة، و هی أن تكون علومه كلها بالحدس و نظریات العقلاء من المقتنصات الفكریة بالنسبة الیه جمیعها حدسیات، و المعجزات العقلیة كلها من هذا السبیل.


و الثانیة: ما بحسب كمال القوة المتخیلة و كمال القوة المشتركة المسماة عند الفلاسفة «بنطاسیا»، و هی أن یتیسر له الابصار و السماع فی الیقظة، لا من سبیل الظاهر من ممر الجلیدیة و طریق الصماخ، بل من جنبته الباطن من سبیل الاتصال بعالم العقل و الانخراط فی سلك الصائرین الى اقلیم نور اللّه سبحانه، لشدة صقالة مرائی[223] القوى الحسیة و استحكام شبهها بألواح الاذهان النقیة المجردة العقلیة، و لا یتصحح ذلك للناقصین الا فی النوم.


فبحسب كمال هذه القوة فتشبح و تتمثل الابصار النبی بالرؤیة البصریة فی الیقظة فیبصرهم، و ینتظم و یتركب لسماعه بالقوة السمعیة كلام اللّه تعالى على لسان الملك المتشبح له فیسمعه.


و هذا سبیل باب الوحی و الایحاء و له من هذا السبیل المعجزات القولیة و الاخبار بالمغیبات و الانذار بالعقوبات قبل وقوعها.


الثالثة: ما بحسب كمال قوة النفس فی جوهر ذاتها باعتبار الفطرة الاولى الجبلیة المفطورة على استعدادها الفطری و تأكد علاقة الارتباط بجناب اللّه، و التخلق بأخلاق اللّه فی الفطرة الثانیة المكسوبة فی استعداداتها الكسبیة، و هی أن تكون له ملكة ولوج فی ملكوت السماء و مصیر الى ذی الملك و الملكوت بحسبها تطیعه‏


[صفحه 66]


38- علی بن محمد القتیبی قال: حدثنی أبو محمد الفضل بن شاذان قال:


حدثنا ابن أبی عمیر عن عمر بن یزید قال: قال سلمان: قال لی رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله اذا حضرك أو أخذك الموت حضر أقوام یجدون الریح و لا یأكلون الطعام، ثم أخرج صرة من مسك فقال: هیه أعطانیها رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله، (1) قال: ثم بلها و نضحها حوله ثم‏


______________________________

هیولى عالم العناصر و تنقاد له صور الاسطقسات‏[224].


و من هذا السبیل له المعجزات الفعلیة، فالمرتبة المستجمعة لهذه الخاصیات فی درجة النبوة بضروبها الثلاثة.


ثم اذا اشتعلت القوة و استعلت النبوة و اختص النبی بسنة قائمة بالقسط و شریعة ناسخة للشرائع ارتفع الى درجة الرسالة، فاذا قویت له هذه الشئون و استحكمت هذه الملكات و اشتدت أشعة الاتصال بنور الأنوار و استكملت الخاصیات الثلاث و استتم نصاب استكمال ضروب الثلاث جدا استحق خاتمیة الانبیاء و سیدودة المرسلین، و صار بحیث لا تتصور فی مراتب سلسلة العود مرتبة صعودیة تتوسط بینه و بین جناب معاد الوجود و منتهاه، كما لا تتصور فی مراتب سلسلة البدو مرتبة هبوطیة تتوسط بین جناب مبدء المبادی و غایة الغایات و بین مجعوله الاول.


و اذا كان ذو القوة القدسیة انما یتهیأ فی الاتصال بعالم الملكوت للسماع من سبیل الباطن فقط من دون أن یبصر شبحا متمثلا و یعاین صورة متشبحة فهو المحدث بالفتح على صیغة المفعول، و هو الامام و الحجة، و أما غیره فلا یكون محدثا على الحقیقة بل انما على سبیل التجوز و التوسع من باب المجاز فلیعلم.


قوله رحمه اللّه: فقال: هیه اعطانیها رسول اللّه (ص)


هیه مبنیة على الكسر و أصلها «ایه» قلبت همزتها هاء، و لقد تكررت فی الحدیث جدا على الاصل و على القلب، و هی كلمة الاستزادة اسما لفعل هو فعل الامر أی زدنی من كذا، أو فعل آخر یدل على ابتغاء الزیادة و طلبها مثل ابتغى زیادة كذا و أریدها و أطلبها مثلا.


[صفحه 67]


..........


______________________________

قال ابن الاثیر فی النهایة فی حرف الهاء: فی حدیث أمیة و أبی سفیان قال:


یا صخر هیه فقلت: هیها، هیه بمعنى ایه فأبدل من الهمزة هاء، و ایه اسم سمی به الفعل و معناه الامر، تقول للرجل: ایه بغیر تنوین اذا استزدته من الحدیث المعهود بینكما، و ان نونت استزدته من حدیث غیر معهود. لان التنوین للتنكیر، فاذا سكته و كففته قلت: ایها بالنصب فالمعنى ان أمیة قال له: زدنی من حدیثك، فقال أبو سفیان كف عن ذلك‏[225].


و قال فی باب الهمزة: فیه- أی الحدیث- أنه علیه السّلام أنشد شعر أمیة بن أبی الصلت فقال عند كل بیت: ایه، هذه كلمة تراد بها الاستزادة و هی مبنیة على الكسر فاذا وصلت نونت فقلت: ایه حدثنا، و اذا قلت ایها بالنصب فانما تأمره بالسكوت و قد ترد المنصوبة بمعنى التصدیق و الرضا بالشی‏ء. و منه حدیث ابن الزبیر لما قیل له یا بن ذات النطاقین فقال: ایها، أی صدقت و رضیت بذلك، و یروى ایه بالكسر أی زدنی من هذه المنقبة[226].


و فی أساس البلاغة: ایه حدیثا استزاده و ایها لا تحدث كف‏[227].


و الجوهری زاد على ذلك فی الصحاح قال: ایه اسم سمی به الفعل تقول للرجل اذا استزدته من حدیث أو عمل: ایه بكسر الهاء، قال ابن السكیت: فان وصلت نونت فقلت: ایه حدثنا، اذا قلت ایه یا رجل فانما تأمره بأن یزیدك من الحدیث المعهود بینكما كأنك قلت هات الحدیث، فان قلت ایه بالتنوین فانك قلت هات حدیثا ما، لان التنوین تنكیر، فاذا سكته و كففته قلت ایها عنا، و اذا أردت التبعید قلت، أیها بفتح الهمزة بمعنى هیهات‏[228].


[صفحه 68]


قال لامرته: قومی أجیفی الباب (1) فقامت و أجافت الباب فرجعت و قد قبض رضی اللّه عنه.


حكی عن الفضل بن شاذان انه قال: ما نشأ فی الإسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسی.


39- أبو صالح خلف بن حماد الكشی قال: حدثنی الحسن بن طلحة المروزی یرفعه عن حماد بن عیسى عن ابراهیم بن عمر الیمانی عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل علیها فاذا لها خادمة و على بابها عباءة، فقال سلمان ان فی بیتكم هذا لمریضا أو قد تحولت الكعبة (2) فیه فقیل: المرأة أرادت أن تستر على نفسها فیه. قال: فما هذه الجاریة؟ قالوا كان لها شی‏ء فأرادت أن تخدم. قال انّی سمعت رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله یقول: أیّما رجل كانت عنده جاریة فلم یأتها أو لم یزوجها


______________________________

قوله رضى اللّه عنه: أجیفى الباب‏


من الاجافة قال فی الصحاح: أجفت الباب أی رددته‏[229].


و أصل الاجافة الایصال الى الجوف یقال: جافه الطعن و الداء اذا وصل الى جوفه و أجافه الطاعن أوصله الى الجوف و طعنة جائفة.


قوله علیه السّلام: فقال سلمان: ان فی بیتكم هذا لمریضا أو قد تحولت الكعبة


أی فی بیتكم مریض قد تخوفتم علیه فعطیتم على الباب بهذه العباءة خوفا من وصول الهواء الیه، أو تحولت الكعبة من مكانها الى موضع بیتكم فالبستموه لباس الكعبة.


و «العبایة» بفتح العین كساء واسع مخطط. و العباءة بالمد و الهمزة لغة فیها، و الجمع عباء بالفتح قاله فی المغرب.


[صفحه 69]


من یأتیها ثم فجرت كان علیه و زر مثلها و من أقرض قرضا فكأنّما تصدق بشطره، فان أقرضه الثانیة كان برأس المال و آدى الحق الى صاحبه أن یأتیه به فی بیته (1) أو فی رحله فیقول ها و خذه.


40- محمد بن مسعود، قال حدثنی محمد بن یزداذ (2) الرازی، عن محمد بن‏


______________________________

قوله (ص): و آدى الحق الى صاحبه أن یأتیه به فی بیته‏


آدى بالمد على صیغة أفعل التفضیل من الاداء، و الضمیر فی یأتیه و بیته و رحله لصاحب الحق و فی «به» للحق، و هاء مبنیا على الفتح: اما صوت یفهم منه خذ، و اما من أسماء الافعال للواحد المذكر، و هاءیا للمثنى، و هاؤم للجمع.


و المعنى: أوثق الناس فی الامانة و آداهم للحق الى أهله من یأتی صاحب الحق بحقه فی بیته أو فی رحله فیقول له: خذ حقك الذی أتیتك به.


خذه على التأكید أوخذ استوف منی حقك، على اجتماع عاملین متوجهین نحسو معمول واحد، و اعمال الاول منهما على مذهب الكوفیین، و الثانی طریقة البصریین، كما فی قوله سبحانه‏ «هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِیَهْ‏[230]» و نظیره‏ «آتُونِی أُفْرِغْ عَلَیْهِ قِطْراً[231]».


و اما اسقاط المد و الهمزة من هاء و جعل الكلام ها خذه على كلمة التنبیه و الاحضار، فحسبان واه، اذ هاء التنبیهیة مسلكها تنبیه الطالب على حضور مطلوبه و مبتغاه.


و الحدیث الكریم مغزاه: أن المرء انما یكون للحق آدى اذا أتى به صاحبه فأداه الیه من غیر طلب منه فلیعرف.


قوله رحمه اللّه تعالى: محمد بن یزداذ


بالیاء المثناة من تحت و الزاء قبل الدال المهملة و الذال المعجمة بعد الالف،


[صفحه 70]


علی الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبیه علیه السّلام قال: ذكرت التقیّة یوما عند علی علیه السّلام فقال: أن لو علم أبو ذر ما فی قلب سلمان لقتله و قد آخى رسول اللّه بینهما، فما ظنّك بسائر الخلق.


41- حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر، (1) قالا حدثنا أیوب بن نوح، عن صفوان ابن یحیى، عن عاصم بن حمید، عن ابراهیم بن أبی یحیى، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام‏ المیثب (2) هو الذی كاتب علیه سلمان فأفاءه اللّه على رسوله فهو فی صدقتها، یعنی صدقة فاطمة علیها السّلام.


______________________________

ذكره الشیخ فی أصحاب أبی محمد العسكری علیه السّلام‏[232].


قال أبو عمرو الكشی: قال ابن مسعود: لا بأس به‏[233].


قوله رحمه اللّه: ابنا نصیر


الطریق صحیح عالی الاسناد فی الطبقة الاولى و ابراهیم بن أبی یحیى الصواب فیه ابراهیم بن أبی البلاد یحیى. و كأنه ایهام من النساخ.


قوله علیه السّلام: المیثب‏


هو من الحوائط التی هی من أوقاف سیدة النساء علیها السّلام و هی سبعة وقفتها صلوات اللّه علیها و أوصت بها، و هذا معنى قوله علیه السّلام فهو فی صدقتها یعنی صدقة فاطمة علیها السّلام.


روى ذلك أبو جعفر الكلینی فی الكافی و أبو جعفر بن بابویه فی كتاب من لا یحضره الفقیه‏[234].


و «المئثب» بكسر المیم و الهمزة قبل الثاء المثلثة و الباء الموحدة أخیرا، و المیم فیه زائدة لا من جوهر الكلمة، و یروی المیثب بالیاء المثناة من تحت مكان الهمزة.


[صفحه 71]


42- نصر بن الصبّاح و هو غال، قال حدثنی اسحاق بن محمد البصری و هو متّهم، (1) قال حدثنا أحمد بن هلال، عن علی بن أسباط، عن العلاء، عن محمد بن حكیم قال‏ ذكر عند أبی جعفر علیه السّلام سلمان، فقال: ذلك سلمان المحمدی، ان سلمان منّا أهل البیت، انه كان یقول للناس: هربتم من القرآن الى الأحادیث، وجدتم كتابا رقیقا حوسبتم فیه على النقیر و القطمیر و الفتیل و حبة خردل فضاق ذلك علیكم و هربتم الى الأحادیث التی اتبعت علیكم.


______________________________

قال فی القاموس فی أ- ب: المئثب: كمنبر المشمل و الارض السهلة و الجدول و ما ارتفع من الارض، و المآثب جمعه و موضع أو جبل كان فیه صدقاته صلّى اللّه علیه و آله‏[235].


و قال فی و- ب: المیثب بكسر المیم الارض السهلة و ما ارتفع من الارض و ماء لعبادة و ماء لعقیل و مال بالمدینة إحدى صدقاته صلّى اللّه علیه و آله و موضع بمكة عند غدیر خم و الجدول، و موثب كمجلس و مقعد موضع‏[236].


و قال الصدوق رضوان اللّه تعالى علیه فی الفقیه: روی أن هذه الحوائط كانت وقفا، و كان رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله یأخذ منها ما ینفق على أضیافه و من یمر به، فلما قبض جاء العباس یخاصم فاطمة علیها السّلام فیها فشهد علی علیه السّلام أنها وقف علیها.


المسموع من ذكر أحد الحوائط المیثب، و لكنی سمعت السید أبا عبد اللّه محمد بن الحسن الموسوی أدام اللّه توفیقه یذكر أنها تعرف بالمیثم‏[237].


قوله رحمه اللّه: اسحاق بن محمد البصرى و هو متهم‏


بضم المیم و فتح المثناة من فوق المشددة، كما یرد فی الكتاب كذلك، و منهم بالنون تصحیف.


[صفحه 72]


43- آدم بن محمد القلانسی البلخی، قال حدثنا علی بن الحسین الدقاق النیسابوری، قال أخبرنا محمد بن عبد الحمید العطار، قال حدثنا ابن أبی عمیر، قال حدثنا ابراهیم بن عبد الحمید، عن عمر بن یزید، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: مر سلمان على الحدادین بالكوفة و اذا شاب قد صرع و الناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا یا أبا عبد اللّه هذا الشاب قد صرع فلو جئت و قرأت فی أذنه! قال: فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر الیه فقال: یا أبا عبد اللّه  لیس منه شی‏ء مما یقول هؤلاء، لكنی مررت بهؤلاء الحدادین و هم یضربون بالمرازب (1) فذكرت قول اللّه تعالى‏ «وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ» قال: فدخلت فی قلب سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم یزل معه حتى مرض الشاب، فجائه سلمان فجلس عند رأسه و هو فی الموت. فقال:


یا ملك الموت ارفق بأخی، فقال: یا أبا عبد اللّه انی بكل مؤمن رفیق.


44- نصر بن صباح البلخی أبو القاسم، قال حدثنی اسحاق بن محمد البصری قال حدثنی محمد بن عبد اللّه بن مهران، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن منصور، قال‏ قلت للصادق علیه السّلام: أ كان سلمان محدثا؟ قال: نعم. قلت: من یحدثه؟ قال:


ملك كریم. قلت: فاذا كان سلمان كذا فصاحبه أى شی‏ء هو؟ قال: أقبل على شأنك.


______________________________

قوله علیه السّلام: و هم یضربون بالمرازب‏


جمع المرزبة بكسر المیم و فتح الزاء و تخفیف الموحدة على اسم الاله، و منهم من شددها.


و قال ابن الاثیر: المرزبة بالتخفیف المطرقة الكبیرة التی تكون للحدادین، و منه حدیث الملك «و بیده مرزبة» و یقالها الارزبة أیضا بالهمزة و التشدید[238].


و كذلك فی الصحاح: الارزبة التی یكسر بها المدر، فان قلتها بالمیم خففت قلت المرزبة[239].


[صفحه 73]


45- علی بن الحسن، قال حدثنی محمد بن اسماعیل بن مهران، قال حدثنا اسحاق بن ابراهیم الصواف، قال حدثنا یوسف بن یعقوب، عن النهاش بن فهم، عن عمرو بن عثمان، قال دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده فی السیاق، فقال:


یا ملك الموت ارفق بصاحبنا! قال: فقال الاخر یا أبا عبد اللّه ان ملك الموت یقرئك السّلام و هو یقول: ألا و عزة هذا البناء لیس إلینا شی‏ء.


(1)


46- أبو عبد اللّه جعفر بن محمد شیخ من جرجان عامی، قال حدثنا محمد بن حمید الرازى، قال حدثنا علی بن مجاهد، عن عمرو بن أبی قیس، عن عبد الاعلى، عن أبیه، عن المسیب بن نجبة الفزاری، قال: لما أتانا سلمان الفارسی قادما،


______________________________

و فی المغرب: المرزبة المیتدة، و عن الكسائی تشدید الباء.


و فی القاموس: الارزبة و المرزبة مشددتان أو الاولى فقط عصیة من حدید[240].


قوله رحمه اللّه: و هو یقول ألا و عزة هذا البناء لیس إلینا شی‏ء


ألا بالفتح و التخفیف كلمة استفتاح و تزیین الكلام: اما لتنبیه المخاطب، أو لتوجیه الخطاب نحوه، أو لتفهیمه سر الامر و مغزاه، و اما للتحقیق و التأكید و التسجیل على الامر، و اما للحث و التخصیص و التحریص على الطلب، و قد تورد للتوبیخ و الانكار و تكون أیضا للاستفهام على النفی، و قد وردت فی التنزیل الكریم علی وجوه الاستعمالات جمیعا.


و الواو للقسم و عزة هذا البناء مقسم بها.


و المعنى بهذا البناء بناء هیكل بدن العالم الصغیر الذی هو الانسان، أو بناء هیكل بدن الانسان الكبیر و هو العالم الاكبر بجملة نظام الوجود من البدو الى الساقة.


و المعنى: لیس لنا من الامر إلینا شی‏ء، بل الامر كله بید اللّه و انما نحن عباد مأمورون مطیعون.


[صفحه 74]


تلقّیته فیمن تلقاه (1) فسار حتى انتهى الى كربلاء، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا كربلاء فقال: هذه مصارع اخوانی، هذا موضع رحالهم، و هذا مناخ ركابهم، (2) و هذا مهراق دمائهم، (3) قتل بها خیر الاولین، و یقتل بها خیر الاخرین، (4) ثم سار حتى انتهى الى حروراء، (5) فقال: ما تسمون هذه الارض؟ قالوا: حروراء. فقال: حروراء خرج بها


______________________________

قوله رحمه اللّه: تلقیته فیمن تلقاه‏


على التفعل من اللقاء، أی استقبلته فی جملة من استقبله، و منه النهی عن تلقی الركبان فی كتاب المتاجر.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: و هذا مناخ ركابهم‏


بضم المیم على اسم المكان من باب الافعال فانه یكون على هیئة اسم المفعول، و ركابهم بكسر الراء و هو اسم لجنس الابل.


قال فی القاموس: المناخ بالضم مبرك الابل و قال: الركاب ككتاب الابل واحدتها راحلة[241].


قوله رحمه اللّه: و هذا مهراق دمائهم‏


بضم المیم و فتح الهاء على مفعل، بالفتح أیضا اسم المكان من هراق الماء یهریقه، بفتح الهاء فیهما هراقة بالكسر، بمعنى أراقه یریقه اراقة صبه، و الهاء بدل من الهمزة و صارت بلزومها كأنها من نفس الحرف، فلذلك ربما یبنى منه أهراق بفتح الهمزة یهریق بتسكین الهاء فیهما أهریاقا على الجمع بین البدل و المبدل. و بسط القول فیه فی المعلقات على الفقیه و على الاستبصار.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: قتل بها خیر الاولین‏


كأنه عنی به هابیل و خیر الاخرین هو أبو عبد اللّه الحسین علیه السّلام.


قوله رحمه اللّه: الى حرورا


هی بإهمال الهاء المفتوحة و ضم الراء قبل الواو و بالقصر و بالمد قریة الخوارج‏


[صفحه 75]


شر الاولین (1) و یخرج بها شر الاخرین، ثم سار حتى انتهى الى بانقیا (2) و بها جسر الكوفة الاول، فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بانقیا، ثم سار حتى انتهى الى الكوفة قال:


هذه الكوفة؟ قالوا: نعم. قال: قبة الإسلام.


47- محمد بن مسعود، قال حدثنا أبو عبد اللّه الحسین بن إشكیب، قال أخبرنی الحسن بن خرزاذ القمی، قال أخبرنا محمد بن حماد الساسی، عن صالح بن فرج، عن زید بن المعدل، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبی عبد اللّه علیه السّلام قال: خطب سلمان‏


______________________________

لعنهم اللّه.


قال ابن الاثیر فی النهایة: الحروریة طائفة من الخوارج نسبوا الى حروراء و حرورا بالمد و القصر، هو موضع قریب من الكوفة، كان أول مجتمعهم فیها، و هم أحد الخوارج الذین قاتلهم علی كرم اللّه وجهه‏[242].


و فی القاموس: حروراء كجلولاء، و قد تقصر قریة بالكوفة و هو حروری[243].


قوله رضى اللّه تعالى عنه: خرج بها شر الاولین‏


شر الاولین هو عاقر ناقة صالح و شر الاخرین قاتل أمیر المؤمنین علیه السّلام عبد الرحمن ابن ملجم المرادی ضاعف اللّه علیه العذاب و اللعنة، و الحدیث بذلك عنه صلّى اللّه علیه و آله مشهور متواتر عند العامة و الخاصة.


قوله رحمه اللّه: حتى انتهى الى بانقیا


بالموحدة قبل الالف و النون المكسورة بعدها قبل القاف الساكنة و الیاء المثناة من تحت قبل الالف.


قال فی القاموس: نقیا- بالكسر- قریة بالانبار منها یحیى بن معین و بانقیا قریة بالكوفة[244].


[صفحه 76]


فقال: الحمد للّه الذی هدانی لدینه بعد جحودى له؛ اذ أنا مذك لنار الكفر أهلّ لها نصیبا أو أثبت لها رزقا، (1) حتى ألقى اللّه عز و جل فی قلبی حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردنی قومی و أخرجت من مالی و لا حمولة تحملنی و لا متاع یجهزنی‏


______________________________

(خطبة سلمان رضى اللّه تعالى عنه المحتویة على الغوامض و الاسرار) قوله رضى اللّه تعالى عنه: اذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصیبا أو أثبت لها رزقا


ذكت النار و الشمس تذكو اتقدت و أضاءت و ذكیتها تذكیة، و ذكاء اسم للشمس، و ابن ذكاء للصبح، و ذلك أن یتصور الصبح تارة ابن للشمس، و تارة حاجبا لها فیقال: حاجب الشمس، و من هناك یعبر عن سرعة الادراك وحدة الفهم بالذكاء، و على ذلك قولهم فلان شعله نار و ذكیت الشاة ذبحتها.


و حقیقة التذكیة اخراج الحرارة الغریزیة، لكن خصت فی الشرع بابطال الحیاة و اذهاقها على وجه دون وجه.


و الاهلال أصله رفع الصوت عند رؤیة الهلال، ثم استعمل لكل صوت، و بذلك شبه اهلال الصبی و استهلاله و قوله عز من قائل‏ «وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ‏[245]»* یعنی ما ذكر علیه غیر اسم اللّه، و هو ما كان یذبح لا جل الاصنام، و قیل: الاهلال و التهلل أن یقول: لا إله الا اللّه.


و من هذه الجملة ركبت هذه اللفظة، كما قولهم التبسمل و البسملة و التحولق و الحولقة و التجعفل و الجعفلة، بناء تركیبیا من قول الرجل‏ «بسم اللّه الرحمن الرحیم» و «لا حول و لا قوة الا باللّه العلی العظیم» و «جعلت فداك».


و منه الاهلال بالحج، و تهلل السحاب برقه أی تلا لا تشبیها له فی ذلك بالهلال.


و المعنى: كنت أهل للنار بما یكون للنیران من القرابین نصیبا، و أثبت و أحصل من دیوان السلطان من الارتزاق لبیوت النار طسقا و رزقا.


[صفحه 77]


و لا مال یقوینی، و كان من شأنی ما قد كان، حتى أتیت محمدا صلّى اللّه علیه و آله فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه و رأیت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذنی به من النار فبنت من الدنیا (1) على المعرفة التی دخلت علیها (2) فی الإسلام.


الا أیّها الناس اسمعوا من حدیثی ثم اعقلوا عنّی قد أتیت العلم كبیرا (3) و لو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون و قالت طائفة أخرى؛ اللهم اغفر لقاتل سلمان.


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: فبنت من الدنیا


بكسر الموحدة و اسكان النون من بان عن الشی‏ء یبین بینا و بینونة و بینونا:


انفصل عنه و انقطع و انقلع، و البین أیضا الوصل فهو من الاضداد، و البون: الفضل و المزیة، یقال بانه یبینه و یبونه و باینه فاضله و فضل علیه، و منها و بینها بون بعید.


قال فی الصحاح: و الواو أفصح فأما فی البعد فیقال: ان بینهما لبینا لا غیر[246]


قوله رضى اللّه تعالى عنه: على المعرفه التى دخلت علیها


على بیانیه أو نهجیة، أی بینونتی من الدنیا كانت على المعرفة التی كان دخولی فی الإسلام علیها.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: قد أتیت العلم كبیرا


على صیغة المعلوم من أتاه یأتیه اتیانا، بمعنى جاءه و حضره، و «كبیرا» منصوب على الحال، أی أتیته على الكبر، أو على ما لم یسم فاعله منه، و «العلم» منصوب على أنه منزوع الخافض، أی أتیت بالعلم على الكبر.


و یروى[247] أتیت العلم كثیرا على المجهول من الایتاء بمعنى الاعطاء، ای قد اعطیت علما كثیرا.


[صفحه 78]


ألا أن لكم منایا تتبعها بلایا، فان عند علی علیه السّلام علم المنایا و علم الوصایا و فصل الخطاب (1) على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله أنت وصیّی و خلفیتی فی أهلی بمنزلة هارون من موسى، و لكنّكم أصبتم سنّة الاولى (2) و أخطأتم سبیلكم،


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: علم المنایا و الوصایا و فصل الخطاب‏


المنایا الآجال جمع المنیة، و هی الاجل المقدر للحیوان، من مناه یمنیه بمعنى قدره، و منى له المانی أی قدر، فالمنیة سمیت منیة لأنها مقدرة لكل، و من هناك سمی بها الموت.


و علم الوصایا المراد به علم الشرائع.


و فصل الخطاب هو الفارق بین الحق و الباطل على الفصل و القطع.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: سنة الاولى‏


على اسم الاشارة، و اصابة الشی‏ء ادراكه و نیله، و الخطأ العدول عن الجهة، و كل من عدل عن سمت شی‏ء و لم یصبه فقد أخطأه، قالوا: و جملة الامر أن من أراد شیئا و اتفق منه غیره یقال: أخطأ، و ان وقع منه كما أراده یقال أصاب، و یقال لمن فعل فعلا لا یحسن أو أراد ارادة لا تجمل یقال: أخطأ، و لهذا یقال: أصاب الخطأ و أخطأ الصواب و أصاب الصواب و أخطأ الخطاء.


و «أصبتم سنة الاولى» أی أصبتم طریقة أولئك الاقوام من بنی اسرائیل الذین ارتدوا عن السبیل من بعد موسى علیه السّلام، و أخطأتم سبیلكم و رجعتم فی دینكم القهقرى كما أنهم رجعوا.


و قد أنبأ عن ذلك التنزیل الكریم بقوله سبحانه‏ «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ[248]» و السنة المتواترة الصحیحة الثابتة عند العامة و الخاصة من طرق متشعبة على متون متلونة.


من ذلك فی صحیحی البخاری و مسلم و صحیحی النسائی و الترمذی و فی‏


[صفحه 79]


و الذی نفس سلمان بیده لتركبنّ طبقا عن طبق سنة بنی اسرائیل (1) القذة بالقذة.


______________________________

سائر أصولهم و صحاحهم قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله: انما الناس كالإبل المایة لا تكاد تجد فیها راحلة، و انكم لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قالوا: یا رسول اللّه الیهود و النصارى قال: فمن‏[249].


و فی روایة تكون بعدی أئمة لا یهتدون بهدای و لا یستنون بسنتی و سیقوم فیهم رجال قلوبهم قلوب الشیاطین فی جثمان انس قال حذیفة: كیف أصنع یا رسول اللّه ان أدركت ذلك؟ قال: تسمع و تطیع الامیر و ان ضرب ظهرك و أخذ مالك[250].


قوله رضى اللّه تعالى عنه: لتركبن طبقا عن طبق سنة بنى اسرائیل‏


اقتباس من التنزیل الكریم‏[251] «لَتَرْكَبُنَّ» هنا بضم الموحدة لا غیر على خطاب القوم.


فاما بالتنزیل فقد قرأ بالضم على خطاب الجنس، و بالفتح على خطاب الانسان فی یا أیها الانسان، و بالكسر على خطاب النفس، و قرأ بالیاء للغیبة مكان تاء الخطاب على فتح الباء على لا یركبن الانسان.


و «طَبَقاً» فی التنزیل متعین النصب على المفعول، فاما هنا فیحتمل أن یكون منصوبا على المفعولیة فیكون نصب سنة بنی اسرائیل على البدل عنه، أو على نزع الخافض.


أی على سنة بنی اسرائیل و حذو طریقتهم، و یحتمل الحال من ضمیر خطاب الجمع فتنصب سنة بنی اسرائیل على المفعول، أی لتركبنها طبقا عن طبق.


و «الطبق» ما طابق غیره یقال: ما هذا بطبق لذا أی لیس یطابقه، و منه قیل للغطاء:


الطبق، و اطباق الثرى ما تطابق منه، ثم قیل للحال المطابقة لحال أخرى فی الشدة


[صفحه 80]


أما و اللّه لو ولیتموها علیّا لا كلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم، (1) فابشروا


______________________________

و الصعوبة، أو فی الكیفیة و الصفة، أو فی المنزلة و المرتبة طبق، أو هو جمع طبقة و هی المرتبة من مراتب الشی‏ء، یقال: الناس على طبقات أی على منازل و درجات بعضها أرفع من بعض.


و محل «عن طبق» النصب على أنه صفة لطبقا أی طبقا مجاوز الطبق، أو حال من ضمیر الجمع فی لتركبن طبقا. أی مجاوزین لطبق.


فالمعنى: لتركبن طبقا عن طبق أی منزلة بعد منزلة، أو حالا بعد حال فی الحیص و الحیود عن سواء السبیل، أو أحوالا مختلفة هی طبقات و مراتب فی الزیغ و العدول عن سبیل الحق، و أن ذلك الا سنة بنی اسرائیل من قبل، أو لتركبن سنة بنی اسرائیل فی الزیغ و الحیود طبقا عن طبق أی منزلة بعد منزلة و مرتبة بعد مرتبة، أو طرقا متباینة و طبقات شتى هی مراتب مترتبة و أحوال مختلفة تحذونها حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة.


و قد استفاضت روایة الحدیث على هذا الطریق فی أصول العامة و الخاصة[252].


و «القذة» بضم القاف و اعجام الذال المشددة احدى ریاش السهم و الجمع قذذ قال فی الاساس: قذ الریش بالمقذ حذف أطرافه، و منه القذة الریشة المقذوذة یقال: حذو القذة بالقذة، و ألزق القذذ بالسهم و رجل مقذوذ الشعر مقصص حوالی قصاصه كله[253].


قوله رضى اللّه تعالى عنه: اما و اللّه لو ولیتموها علیا لا كلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم‏


أما بالفتح و التخفیف كلمة تنبیه و تحقیق و تأكید و تسجیل، و لو ولّیتموها أی‏


[صفحه 81]


بالبلاء و اقنطوا من الرجاء و نابذتكم على سواء (1) و انقطعت العصمة فیما بینی و بینكم‏


______________________________

الخلافة، أو الامة أی و لو جعلتم علیا متولى الخلافة و والیها و ولی الامة و مالك أمرها.


و «لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم» اقتباس من القرآن الكریم، أی لا تسعت علیكم الارزاق الجسمانیة من رزق البدن الهیولانی و الارزاق الروحانیة من رزق النفس العاقلة المجردة، و اتصلت أسبابها[254] السماویة و الارضیة من السماء و الارض على النصاب الكامل و السنة العادلة.


و قد روت العامة الحدیث بذلك عن النبی صلّى اللّه علیه و آله فی أصولهم من طرق كثیرة فی المشكاة و مسند أحمد بن حنبل و غیرهما أنه صلّى اللّه علیه و آله قال: ان تؤمروا علیا و لا أراكم فاعلین تجدوه هادیا مهدیا یأخذ بكم الطریق المستقیم.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: و نابذتكم على سواء


اقتباس من قوله تعالى‏ «فَانْبِذْ إِلَیْهِمْ عَلى‏ سَواءٍ[255]» و هو القاء الشی‏ء و طرحه لقلة اعتداد به.


قال ابن الاثیر فی النهایة: و فی حدیث سلمان و ان أبیتم نابذناكم على سواء.


أى كاشفناكم و قاتلناكم على طریق مستقیم مستوفی العلم فی المنابذة منا و منكم بأن تظهر لهم العزم على قتالهم و نخبرهم به اخبارا مكشوفا، و النبذ یكون بالفعل و القول فی الاجسام و المعانی و منه نبذ العهد اذا نقضه و ألقاه الى من كان بینه و بینه‏[256].


و فی الكشاف: و قیل على استواء فی العداوة، و الجار و المجرور فی موضع الحال كأنه قیل: فانبذ الیهم ثابتا على طریق قصد سوی، أو حاصلین على استواء فی العلم، أو العداوة على أنها حال من النابذ و المنبوذ الیه معا[257].


[صفحه 82]


من الولاء.


(1) أما و اللّه لو أنی أدفع ضیما أو أعز للّه دینا لو ضعت سیفی على عاتقی ثم لضربت به قدما قدما. ألا انی أحدثكم بما تعلمون و ما لا تعلمون فخذوها من سنة السبعین بما فیها.


ألا ان لبنی أمیّة فی بنی هاشم نطحات. (2) ألا ان بنی أمیّة كالناقة الضروس (3) تعض بفیها و تخبط بیدیها و تضرب برجلها و تمنع درها.


ألا انه حق على اللّه (4) أن یذل بادیها و أن یظهر علیها عدوها مع قذف من السماء و خسف و مسخ و سوء الخلق حتى أن الرجل لیخرج من جانب حجلته الى صلاة


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: فیما بینى و بینكم من الولاء


بفتح الواو بمعنى المحبة و الوداد، لا بكسرها بمعنى الولایة و السلطنة.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: نطحات‏


بالنون و فتح الطاء و الحاء المهملتین من تناطح الكباش و انتطاحها.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: كالناقة الضروس‏


الضرس كالضرب العض الشدید بالاضراس، و الضروس بفتح الضاد و ضم الراء على فعول الناقة السیئة الخلق تعض حالبها بفیها.


و فی بعض النسخ «بنیبها» بكسر النون جمع الناب من الاسنان كالأنیاب و الانیب، و هی الاسنان التی تلی الرباعیات.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: الا انه حق على اللّه‏


بالفتح و التخفیف على كلمة التنبیه و التحقیق.


«أن یذل نادیها» بالنون و هو مجلس القوم و مجتمعهم ما داموا مجتمعین فیه، أو بالباء الموحدة أی یذل أعزتهم من البدو بمعنى الظهور، و تعنى به الغلبة و العزة، كما فی قوله سبحانه‏ «فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ»[258].


[صفحه 83]


فمسخه اللّه قردا. ألا و فئتان تلتقیان بتهامة (1) كلتاهما كافرتان، ألا و خسف بكلب و ما أنا و كلب، و اللّه لو لا ما: لأریتكم (2) مصارعهم ألا و هو البیداء ثم یجی‏ء ما تعرفون.


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: فئتان تلتقیان بتهامة


قال ابن الاثیر فی النهایة: ذات عرق أول تهامة الى البحر و جدة و قیل: تهامة ما بین ذات عرق الى مرحلتین من وراء مكة و ما وراء ذلك من المغرب فهو غور و المدینة لا تهامیة و لا نجدیة فانها فوق الغور و دون نجد[259].


قوله رضى اللّه تعالى عنه لو لا ما لأریتكم‏


«لو لا ما» من باب الاختصار و الحذف فی الكلام لیذهب الوهم فیه كل مذهب تنبیها على نبالة الامر و جلالته.


و المعنى: لو لا ما أعلمه أو لو لا ما ورد فی النهی عن افشاء سر الربوبیة على أشد التغلیظ و التحذیر، أو لو لا ما أنكم لا تستطیعون حمل الاسرار و أسبال الاستار لأریتكم مصارعهم.


و الاختصار باب شایع عند العرب، و منه قوله لیس بالذی لا بعد له، و ربما یقال لیس لا بعد له أصله لیس بعده غایة فی الجودة أو الرداءة، فاختصر فقیل لیس بعده، ثم ادخل علیه لا النافیة للجنس و استعمل استعمال الاسم المتمكن، و كذلك قولهم فی مقام المدح أو مقام الذم «أنّه و انّه» أی انه عالم و انه كریم و انه أمین و انه عفیف مثلا، أو أنه جاهل و أنه لئیم و أنه خائن و أنه فاجر.


و من هذا الباب و هذا دلیل على أنه، و هذا اختصار دون الاختصار فی قولهم أجنك فان ذا اختصار حذف و ذاك اختصار بناء كبناء البلكفة و التبلكف من قولهم بلا كیف كما قال فی الكشاف، و كذلك بناء الباباة للصبی مثلا من قولك له بأبی أنت و أمی.


[صفحه 84]


فاذا رأیتم أیها الناس الفتن كقطع اللیل المظلم (1) یهلك فیها الراكب الموضع و الخطیب المصقع و الرأس المتبوع: (2) فعلیكم بآل محمد فإنّهم القادة الى الجنّة


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: الفتن كقطع اللیل المظلم‏


قد ورد ذلك عن النبی صلّى اللّه علیه و آله فی أخباره علیه السّلام عن الفتن بعده، یروى بكسر القاف و اسكان الطاء على المفرد و فتح الطاء على الجمع.


قال ابن الاثیر فی النهایة: قطع اللیل طائفة منه و قطعة و جمع القطعة قطع، أراد فتنة مظلمة سوداء تعظیما لشأنها[260].


و قد ورد فی تفسیر قوله سبحانه‏ «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[261]» أن المراد بها فتنة الامامة و الخلافة بعده صلّى اللّه علیه و آله.


و روى ذلك صاحب الاستیعاب یوسف بن عبد البر عن عبد اللّه بن مسعود عنه علیه السّلام. و أخرجناه فی شرح التقدمة.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: یهلك فیها الراكب الموضع و الخطیب المصقع و الرأس المتبوع‏


الموضع بضم المیم و كسر الضاد على اسم الفاعل من باب الافعال یقال:


وضع البعیر و غیره أی أسرع فی سیره و أوضعه راكبه.


قال ابن الاثیر فی النهایة: فی حدیث الحج و أوضع فی وادی محسر، وضع البعیر یضع وضعا و أوضع راكبه ایضاعا اذا حمله على سرعة السیر، و أوضعت بالراكب أی حملته على أن یوضع مركوبه، و منه حدیث حذیفة بن أسید شر الناس فی الفتنة الراكب الموضع أی المسرع فیها، و قد تكرر فی الحدیث‏[262].


و المصقع بكسر المیم و فتح القاف على البناء للمبالغة.


[صفحه 85]


و الدعاة الیها الى یوم القیامة، (1) و علیكم بعلی فو اللّه لقد سلمنا علیه بالولاء مع‏


______________________________

قال فی النهایة: فی حدیث حذیفة بن أسید «شر الناس فی الفتنة الخطیب المصقع» أی البلیغ الماهر فی خطبته الداعی الى الفتن الذی یحرض الناس علیها، و هو مفعل من الصقع رفع الصوت و متابعته، و مفعل من أبنیة المبالغة[263].


و الرأس المتبوع على صیغة المفعول من التباعة، أی كبیر القوم الذی یتبعه قوم و هو یدعوهم الى الفتنة.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: فانهم القادة الى الجنة و الدعاة الیها الى یوم القیامة


و قد صح ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله بطرق متكثرة عند فرق المسلمین كلهم اتفاقا[264]، و فی صحاح العامة و أصولهم جمیعا أن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قام خطیبا بماء یدعى خما بین مكة و المدینة فحمد اللّه و أثنى علیه و وعظ و ذكر ثم قال: أیها الناس انما أنا بشر یوشك أن یأتینی رسول ربی فأجیب، فانی تارك فیكم الثقلین ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدی أبدا، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتی أهل بیتی، و لن یتفرقا حتى یردا علیّ الحوض فانظروا كیف تخلفونی فیهما، أذكر كم اللّه فی أهل بیتی أذكركم اللّه فی أهل بیتی أذكركم اللّه فی أهل بیتی‏[265].


و حدیث الاثنى عشر خلیفة الى أن تقوم الساعة متكثر الطریق متنا مستفیض الاسناد سندا فی أصولهم الصحاح‏[266].


و من طرقه متنا و سندا فی الصحیحین و غیرهما عن جابر بن سمرة أن النبی صلّى اللّه علیه و آله قال: لا یزال الدین قائما حتى تقوم الساعة و یكون علیهم اثنا عشر خلیفة كلهم من‏


[صفحه 86]


نبینا، (1) فما بال القوم أحسد قد حسد قابیل هابیل، أو كفر فقد ارتد قوم موسى عن الاسباط و یوشع و شمعون و ابنی هارون شبر و شبیر و السبعین الذین اتهموا موسى على قتل‏


______________________________

قریش[267].


و فی روایة قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله یقول: لا یزال الإسلام عزیزا الى أثنی عشر خلیفة كلهم من قریش‏[268].


و فی روایة: لا یزال أمر الناس ماضیا ما ولیهم اثنى عشر رجلا كلهم من قریش، و عن عبد اللّه بن عمر عنه علیه السّلام مثله‏[269].


قوله رضى اللّه تعالى عنه: فو اللّه لقد سلمنا علیه بالولاء مع نبینا


بالولاء بكسر الواو و «مع نبینا» فی حیز الحال من الضمیر المجرور العائد الى علی علیه السّلام، أو من ضمیر المتكلم مع الغیر فی سلمنا أی حین كان علیه السّلام مع نبینا، أو حین كنا مع نبینا علیه السّلام.


و ذلك أی النبی صلّى اللّه علیه و آله نصب علیا علیه السّلام یوم الغدیر للإمامة و الخلافة بعده و قال:


أ لست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى یا رسول اللّه، قال: ألا فمن كنت مولاه فعلی مولاه، و من كنت نبیه فعلی ولیه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أدر الحق معه حیثما دار.


ثم قال لأصحابه: سلموا على علی علیه السّلام بامرة المسلمین فسلموا علیه بالولایة و الامارة، و فی المسلمین علیه بذلك أبو بكر و عمر و قال له عمر: بخ بخ لك یا أبا الحسن أصبحت مولای و مولى كل مؤمن و مؤمنة[270].


و فی المشكاة عن البراء بن عازب و زید بن أرقم أن رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله لما نزل‏


[صفحه 87]


هارون فأخذتهم الرجفة من بغیهم، ثم بعثهم اللّه (1) أنبیاء مرسلین و غیر مرسلین، و أمر هذه الامة كأمر بنی إسرائیل.


______________________________

بغدیر خم أخذ بید علی رضی اللّه عنه فقال: أ لستم تعلمون أنی أولى بالمؤمنین من أنفسهم؟ قالوا: بلى قال: أ لستم تعلمون أنی أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا:


بلى فقال: اللهم من كنت مولاه فعلی مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و لقیه عمر بعد ذلك فقال له: هنیئا یا بن أبی طالب أصبحت و أمسیت مولى كل مؤمن و مؤمنة[271].


قال ابن الاثیر فی النهایة و فی جامع الاصول: كل من ولى أمر أو أقام به فهو مولاه و ولیه، فالولایة بالفتح فی النسب و النصرة و المعتق، و الولایة بالكسر فی الامر و الولاء فی العتق، و الموالاة من والى القوم. و منه الحدیث من كنت مولاه فعلی مولاه، قال الشافعی: یعنی بذلك ولاء الإسلام لقوله تعالى‏ «ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِینَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِینَ لا مَوْلى‏ لَهُمْ» و قول عمر لعلی أصبحت مولى كل مؤمن أی ولی كل مؤمن.


و قیل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلی لست مولای انما مولای رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله فقال علیه السّلام: من كنت مولاه فعلی مولاه، و منه الحدیث أیما امرأة نكحت بغیر اذن مولاها فنكاحها باطل، و فی روایة متولى أمرها انتهى كلام ابن الاثیر[272].


و فی بعض النسخ فسمعنا مكان فسلمنا و ذلك تصحیف من تحریف النساخ.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: ثم بعثهم اللّه‏


ضمیر الجمع لبنی اسرائیل المبعوثین بعد ذلك أنبیاء مرسلین و غیر مرسلین.


و قوله «و أمر هذه الامة كأمر بنی اسرائیل» قد تواتر به الحدیث عن النبی صلّى اللّه علیه و آله من طرق العامة و من طریق الخاصة اتفاقا.


[صفحه 88]


فأین یذهب بكم ما أنا و فلان و فلان ویحكم (1) و اللّه ما أدری أ تجهلون أم تتجاهلون أم نسیتم أم تتناسون! انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة


______________________________

قال: «فأین یذهب بكم» بضم الیاء و فتح الهاء على ما لم یسم فاعله، لان المقصود الذهاب بهم فی تیه الضلال لا تعیین الذاهب بهم، أو لظهور كون الفاعل هو الشیطان.


و قوله «و فلان و فلان» اما المعنى بهما أبو بكر و عمر أو المراد كل من لم یكن ولی الامر من تلقاء اللّه و لا منصوصا علیه بذلك من قبل اللّه على لسان رسوله الكریم.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: و یحكم‏


ویح كلمة ترحم و رحمة و ویس كلمة استملاح و رأفة و ویل كلمة عقوبة و عذاب و كذلك ویب فی الاشهر.


قال فی القاموس: أصله «وی» فوصلت بحاء مرة و بلام مرة و بسین مرة و بباء مرة، و كل منها یستعمل بالاضافة یقال مثلا ویح زید بالرفع على الابتداء و بالنصب على اضمار فعل، و یستعمل باللام على الرفع أو على النصب یقال: ویح لزید و ویحا له.


قال صاحب الكشاف فی الفائق: النبی صلّى اللّه علیه و آله قال لعمار: ویح ابن سمیة تقتله الفئة الباغیة.


ویح و ویب و ویس ثلاثتها فی معنى الترحم، و قیل: ویح رحمة لنازل به بلیة و ویس رأفة و استملاح، كقولك للصبی ویسه ما أملحه. و ویب مثل ویح.


و أما ویل فشتم و دعاء بالهلكة، و عن الفراء: ان الویل كلمة شتم و دعاء سوء و قد استعملتها العرب استعمال قاتله اللّه فی موضع الاستعجاب، ثم استعظموها فكنوا عنها بویح و ویب و ویس كما كنوا عن قاتله اللّه بقولهم قاتعه اللّه و كاتعه، و كما كنوا عن جوعا له[273] بجوسا و جودا، و انتصابه بفعل مضمر كأنه قیل ترحم ابن سمیة أی أ ترحمه ترحما.


[صفحه 89]


العینین من الرأس، و اللّه لترجعن كفّارا یضرب بعضكم رقاب بعض (1) بالسیف یشهد الشاهد على الناجی بالهلكة و یشهد الناجی على الكافر بالنجاة، ألا انی (2) أظهرت‏


______________________________

سمیة كانت أمة أبی حذیفة بن المغیرة المخذومی زوجها یاسر، و كان حلیفة فولدت له عمارا فاعتقه أبو حذیفة[274].


و قال ابن الاثیر فی النهایة فی شرح حدیثه علیه السّلام لعمار: ویح كلمة ترحم و توجع تقال: لمن وقع فی هلكة لا یستحقها و قد تقال: بمعنى المدح و التعجب، و هی منصوبة على المصدر، و قد ترفع و تضاف و لا تضاف، یقال: ویح زید و ویحا له و ویح له و ذكر فی الحدیث ویس ابن سمیة و قال: ویس كلمة تقال لمن ترحم و ترفق به بمعنى ویح و حكمها حكمها[275].


و نقل الجوهری فی الصحاح: أنه قد یرد ویح بمعنى ویل[276].


و كأن ذلك هو المراد هاهنا على الاظهر.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: لترجعن كفارا یضرب بعضكم رقاب بعض‏


و لقد صح الحدیث بذلك عن النبی صلّى اللّه علیه و آله بهذه الالفاظ و ما یجری مجراها عند الخاصة و عند العامة أیضا فی صحیحهم و سائر صحاحهم و مستدركهم و جامع أصولهم و مصابیحهم و مشكاتهم و غیرها[277].


قوله رضى اللّه تعالى عنه: ألا انى‏


بالفتح على كلمة التنبیه. «و أسلمت بنبیی» بالباء على تضمین الایمان.


و المعنى: آمنت بربی و أسلمت له مؤمنا بنبی و اتبعت مولای و مولی كل مسلم بأمر اللّه.


[صفحه 90]


أمری و آمنت بربّی و أسلمت بنبیی و اتبعت مولای و مولى كل مسلم.


بأبی أنت و أمی قتیل كوفان یا لهف نفسی لأطفال صغار، و بأبى صاحب الجفنة و الخوان (1) نكاح النساء الحسن بن علی، ألا ان نبی اللّه نحله البأس و الحیاء،


______________________________

و قوله «بأبی أنت و أمی قتیل كوفان» تبیین و تعیین لمولای و مولى كل مسلم بأنه أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السّلام.


و المعنی: فدیتك بأبی أنت و أمی یا قتیل كوفان.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: بأبى صاحب الجفنة و الخوان‏


أی فدیت بأبی صاحب الجفنة.


قال فی الصحاح: الجفنة كالقصعة و الجمع الجفان و الجفنات بالتحریك، لان ثانی فعلة یحرك فی الجمع اذا كان اسما، الا أن یكون یاء أو واوا فانه یسكن حینئذ[278].


و «الخوان» بكسر الخاء و فتح الواو: ما یؤكل علیه الطعام كالمائدة.


فی الصحاح: انه معرب، و جمع القلة أخونة، و جمع الكثرة خون‏[279].


و فی القاموس: انه بالضم و الكسر كغراب و كتاب[280]. و هو من متفرداته «نكاح النساء» بالفتح و التشدید على صیغة المبالغة.


و «الا أن نبی اللّه» بالفتح على التنبیه.


«و ظلم من بین ولده» على ما لم یسم فاعله فی حیز العطف على نحل، و الضمیر المجرور المضاف الیه فی ولده للنبی صلّى اللّه علیه و آله.


«و یاویح من احتقره لضعفه و استضعفه لقتله» اقتحام فی البین و ویح كلمة الترحم.


[صفحه 91]


و نحل الحسین المهابة و الجود، یاویح من احتقره لضعفه و استضعفه لقلته و ظلم من بین ولده و كان بلادهم عامر الباقین من آل محمد. (1)


______________________________

و تقدیر الكلام و مساقه: ألا ان النبی علیه السّلام نحل الحسن بن علی علیهما السّلام البأس و الحیاء، و نحل الحسین بن علی علیهما السّلام المهابة و الجود، و ظلم الحسین علیه السّلام و اختص بأرفع درجات الشهادة و أعلى مقامات السعادة من بین ولده.


و یاویح من لم یعلم ذلك و لم یعرف أن اختصاصه علیه السّلام من بین ولد رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله بهذه المنزلة التی هی قصوى المنازل و أقصى الغایات آیة كونه المجتبى المنتصى المقدس المكرم من خلص أحباء اللّه و روقة محبوبیه المظلومین فی طریقه المذبوحین فی سبیله.


فمن احتقره علیه السّلام لضعف أمره و شدة مظلومیته و مقهوریته و استضعفه لقلة خیله و رجله و قلة أنصاره و أعوانه، فهو مرحوم فی درجة عرفانه و ایمانه مكفوف بصر بصیرته و ایقانه مشدوه‏[281] بالظاهر الذی[282] هو ظل زائل بائد مشغول عن الباطن الذی هو نور سرمد و نعیم خالد.


و فی هذا السیاق ما قد قیل: المستحل توسیط الحق مرحوم من وجه، فانه لم یطعم لذة البهجة به فسیطعمها، انما معارفته مع اللذات المخدجة فی حنون الیها غافل عما وراءها و ما مثله بالقیاس الى العارفین الا مثل الصبیان بالقیاس الى المحنكین‏ قوله رضى اللّه تعالى عنه: و كان بلادهم عامر الباقین من آل محمد


یعنی ظلم الحسین علیه السّلام من ولد النبی صلّى اللّه علیه و آله، و سفك دمه فی سبیل اللّه، و لكن نور الحق فی مشكاة العترة الطاهرة باق لا یطفأ الى یوم القیامة، فكان بلادهم عامر الباقین من آل محمد، و القائم بالامر من بعده الحسین علیه السّلام محفوظا بحفظ اللّه معصوما باذن اللّه، و الثقلان اللذان هما تریكة رسول اللّه أعنی القرآن و العترة الطاهرة ناطقان‏


[صفحه 92]


أیها الناس لا تكل أظفاركم عن عدوكم (1) و لا تستغشوا صدیقكم فیستحوذ الشیطان علیكم، و اللّه لتبتلن ببلاء لا تغیرونه بأیدكم الا اشارة بحواجبكم، ثلاثة خذوها بما فیها (2) و ارجوا رابعها و موافاها.


(3) بأبى دافع الضیم شقاق بطون الحبالى (4) و حمال الصبیان على الرماح و مغلی الرجال فی القدور، أما أنی سأحدثكم بالنفس الطیبة الزكیة و تضریح دمه بین الركن و المقام المذبوح كذبح الكبش.


______________________________

بالحق القائمان بالامر الى قیام الساعة.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: لا تكل أظفاركم عن عدوكم‏


«لا» للنهی. و «تكل» بفتح حرف المضارعة، و هو من أحسن الكنایات فی التحریض على معاداة الاعداء فی الدین.


«و لا تستغشوا صدیقكم» على الاشتغال، أی لا تستغشوا صدیقكم فی الدین و لا تخونوه فی المخالة و المصادقة فیستحوذ الشیطان علیكم، أی یغلبكم و یستولی علیكم.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: ثلاثة خذوها بما فیها


یعنى بها علیا و الحسن و الحسین علیهم السّلام، و الاخذ بسنن سنتهم و السلوك فی مسیر سیرتهم.


«و أرجو رابعها و موافاها»


أراد بالرابع السجاد زین العابدین علیه السّلام، فان الثلاثة علیهم السّلام موافوه و موازوه فی ملمات المحن و صعوبات الفتن و شدائد المجاهدة فی سبیل اللّه بما قد جرى علیه علیه السّلام من المصائب و النوائب یوم الطف و بعده، و ان لم یقم هو بالجهاد من بعد، لفقدان الجنود و الاعوان.


و قوله «بأبی دافع الضیم شقاق بطون الحبالى»


یعنی به قائم أهل البیت المهدی الحجة صاحب الزمان عجل اللّه فرجه و سهل مخرجه.


«و مغلی الرجال» بالعین المعجمة فی أكثر النسخ على صیغة الفاعل من باب‏


[صفحه 93]


یاویح لسبایا نساء من كوفان (1) الواردون الثویة المستغدون عشیة (2) و میعاد ما بینكم و بین ذلك فتنة شرقیة ستسیر (3) موجئا (4) هاتفا یستغیث من قبل المغرب فلا تغیثوه لا أغاثه‏


______________________________

الافعال، و بالقاف فی نسخ على اسم الفاعل من باب التفعیل.


«فی القدور» جمع القدر بالكسر، و هو معروف.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: یاویح لسبایا نساء من كوفان‏


یعنی بذلك حمل نساء أهل البیت مع سید الساجدین على طریقة السبایا من كوفان الى دمشق. الواردون الثویة بالثاء المثلثة على صیغة التصغیر.


قال ابن الاثیر فی النهایة: و فی الحدیث ذكر الثویة بضم الثاء و فتح الواو [و تشدید الیاء] موضع بالكوفة به قبر أبی موسى الاشعری و المغیرة بن شعبة[283].


و «المستغدون عشیة»


باعجام العین و اهمال الدال على الاستفعال من الغداء بفتح الغین المعجمة و بالمد، و هو ما یتغذى به فی وقت الغداة و العشاء بفتح العین المهملة ما یتعشى به فی وقت العشاء بكسر العین، أی الذین تغدوا عشیة فكان غداؤهم عشاءهم من شدة الداهیة علیهم و صعوبة النازلة بهم.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: فتنة شرقیة ستسیر


بضم تاء المضارعة لتأنیث الفتنة التی هی الفاعل و تشدید الیاء المثناة من تحت المكسورة بعد السین المهملة من التسییر على التفعیل من السیر.


«موجئا»


بضم المیم و فتح الجیم بعد الواو الساكنة على اسم المفعول من باب الافعال و بالتنوین نصبا على المفعول، أو بفتح الجیم المشددة بعد الواو المفتوحة على اسم المفعول من باب التفعیل و التنوین بالنصب على المفعولیة، من وجی كرضی وجاء، فهو وج و وجی، و هی وجیاء و أوجیته أنا إیجاء و وجیته توجیة.


قال صاحب الكشاف فی أساس البلاغة: وجی الماشی اذا حفی، و هو أن یرق القدم أو الفرس أو الحافر و یتشحج، و أصابه وجی، و فرس وج و دابة وجیة


[صفحه 94]


اللّه، و ملحمة بین الناس (1) الى أن یصیر ما ذبح على شیبته المقتول بظهر الكوفة و هی كوفان‏


______________________________

و انه لیتوجی فی مشیته، و من المجاز أوجیته عنی أبعدته كأنك سیرته مسافة طویلة قد وجی فیها قال الشاعر:

















و كان أبی أوصى بكم أن أضمكم‏


 

إلیّ و أوجی عنكم كل ظالم‏[284]


     


 


و فی القاموس: الوجاء الحفاء أو أشد منه، وجی كرضی وجاء فهو وج و وجی و هی وجیاء و توجی و أوجیته‏[285].


و فی الصحاح: وجی الفرس بالكسر و هو أن یجد وجعا فی حافره و أوجیته أنا[286].


أو بكسر الجیم و الهمزة الاصلیة المنونة بالنصب للمفعولیة على اسم الفاعل من باب الافعال من الوجأة على همزة الدخول و الاصابة لا همزة التعدیة، و المراد الموجوع من شدة الوجا.


قال فی المغرب: الوجاء الضرب بالید، أو بالسكین یقال وجاءه فی عنقه من باب منع.


«هاتفا یستغیث من قبل المغرب» أی صائحا یصیح و یستغیث و یستصرخ و یطلب مغیثا من قبل أهل المغرب.


قوله رضى اللّه تعالى عنه: و ملحمة بین الناس‏


الملحمة بفتح المیم و سكون اللام على هیئة اسم المكان الوقعة العظیمة فی الفتنة، قاله الجواهری‏[287] و غیره.


«الى أن یصیر ما ذبح على شیبته المقتول بظهر الكوفة و هی كوفان یوشك أن یبنی جسرها» الضمیر المتصل المجرور فی شیبته عائد الى «ما» و التذكیر باعتبار


[صفحه 95]


..........


______________________________

حال اللفظ، و «ذبح» بضم الذال المعجمة و كسر الباء الموحدة على ما لم یسم فاعله و المقتول بظهر الكوفة، و یعنى به زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیه السّلام هو المفعول المقام مقام الفاعل، و الضمیر المنفصل المرفوع على الابتداء أعنی «هی» فی «و هی» أیضا یعود الى «ما» و التأنیث باعتبار حال المعنى، و كذلك الضمیر المتصل المجرور بالإضافة فی جسرها عائد الیها، و یبنى على البناء للمجهول، و المقام مقام الفاعل جسر المرفوع المضاف الى الضمیر. و «الشیبة» بكسر الشین المعجمة و سكون الیاء المثناة من تحت و الباء الموحدة بعدها جبل معروف.


قال فی القاموس: الشیب بالكسر جبل و بهاء جبل باندلس‏[288].


و المراد بها الجودی الذی استوت علیه سفینة نوح علیه السّلام و هو جبل كوفان.


و المعنى: أن الملحمة تتمادى بین الناس و لا ینطفئ طمیسها الى أن تصیر كوفان التی على شیبتها ذبح المقتول بظهر الكوفة عامرة یكاد و یوشك أن یبنى جسرها قال فی المغرب: الكناسة الكساحة و موضعها أیضا، و بها سمیت كناسة كوفان و هی موضع قریب من الكوفة، قتل بها زید بن علی.


«تنبى» بضم تاء المضارعة و اسكان النون و فتح الموحدة قبل الالف، أی ترفع، منه النباوة بمعنى الارتفاع.


«جنبتها» بالتحریك أی ناحیتها.


«حتى یأتی زمان لا یبقى[289]» أی لا یقیم مؤمن «الا بها» أی فیها «أو یحن» أی یشتاق الیها من الحنین بمعنى الشوق و توقان النفس.


[صفحه 96]


یوشك أن یبنى جسرها و تنبى جنبتها حتى یأتی زمان لا یبقى مؤمن الا بها أو یحن الیها، وقینة مصبوبة نطافی خطامها (1) لا ینهیها أحد، لا یبقی بیت من العرب الا دخلته.


______________________________

قوله رضى اللّه تعالى عنه: وقینة مصبوبة نطافى خطامها


یعنی و حتى تأتی قینة بفتح القاف و سكون الیاء المثناة من تحت قبل النون، أی فتاة مغنیة أو أمة مغنیة نطافی خطامها مصبوبة، و تقدیم الخبر للاعتناء و الاهتمام به.


«نطافی» بفتح النون قبل الطاء المهملة و اسكان الیاء المخففة أخیرا بعد الفاء، اما جمع نطفی بضم النون و تشدید الیاء أخیرا كما الكراسی بالتخفیف جمع كرسی بالتشدید، أو جمع نطفیة كما الامانی جمع أمنیة و النجاتی جمع نجتیة.


و أما جمع نطیفة على القلب و الاصل نطایف حولت الیاء الى حیز الفاء و عوملت معاملة الایامى فی جمع أیم و الاینق بالیاء قبل النون فی جمع ناقة، یقال: نطف الماء أو أی مائع كان ینطف من باب طلب، نطفا و نطافا اذا سال، و أقبل فلان و سیفه ینطف دما و أتانا على جبینه نطاف من العرق و سقانی نطفة عذبة و نطفا و نطافا، و هی الماء الصافی قل أو كثر.


و منه قول أمیر المؤمنین علیه السّلام فی نهج البلاغة «هذه النطفة[290]» یعنی بها نهر الفرات، و النطفتان: بحر المشرق و بحر المغرب، و قیل: ماء الفرات و ماء البحر الذی یلی جدة أو بحر الروم.


و النطفة فی الاداوة الوضوء بفتح الواو، و النطفة: ماء صلب الرجل الذی منه یتكون الولد، و الناطف: القبیطی و لیلة نطوف تمطر الى الصباح.


قال فی المفردات: و قد یكنى عن اللؤلؤة بالنطفة، و منه قیل: صبی منطف، اذا كان فی أذنه لؤلؤة[291].


و فی الصحاح: النطفة بالتحریك القرط و الجمع نطف و تنطفت المرأة: أی‏


[صفحه 97]


..........


______________________________

تقرطت و وصیفة منطفة: أی مقرطة[292].


و تنطف بكذا أی تبدى به.


«و الخطام» باعجام الخاء المكسورة قبل الطاء المهملة مستعار من خطام البعیر و غیره، لما یوضع على الانف من الحلقة و نحوها، أو على الفم من نحو اللثام و النقاب. و انصباب نطافی خطامها عبارة: عن تقاطر العرق، منها الاهتزاز فی النشاط و الاسراع فی المسیر، أو تقاطر ما تستعمله من مایعات الطیب.


و فی نسخ معدودات «فتنة»[293] بالفاء المكسورة قبل المثناة من فوق الساكنة مكان «قینة» على العطف على ملحمة بین الناس و فتنة شرقیة، فتكون مصبوبیة تطأ فی الخطام الى ارفضاض العرق لبعیر الفتنة كنایة أیضا عن شدة الاهتراز فی الملحمة و اشتداد المسارعة الیها.


أو تكون مصبوبة صفة لفتنة لا متعلقة لما بعدها، و یكون ما بعدها تطأ فی‏[294] خطامها على الفعل المضارع من وطی الشی‏ء برجله یطأه وطیا، و وطى الارض و الطریق بأقدامه و الوطاءة موضع القدم على مطابقة ما فی نهج البلاغة من خطبة لأمیر المؤمنین علیه السّلام «فتنة تطأ فی خطامها و تذهب بأحلام قومها».


فهذه النسخة أرجح من جهة هذه المطابقة[295]، و النسخة الاولى أولى من جهة أنها ألزق بحیزها و مقامها و ألصق، فانها أوردت فی حیز الاخبار بعمارة كوفان و بناء جسرها من بعد الخراب لا فی حیز الانباء عن خراب الكوفة بالملاحم و الفتن.


و قوله «لا ینهیها أحد» على روایة «قینة» بالقاف و المثناة من تحت الاشهریة الاكثریة بفتح حرف المضارعة، و الهاء قبل الالف المنقلبة عن الیاء، من نهاه عن


 

[115] رجال الشيخ: 139

[116] رجال الشيخ: 328

[117] رجال الشيخ: 100

[118] راجع الطرائف: 405 المطبوع أخيرا بقم بتحقيقنا و تعاليقنا عليه.

[119] و في« س»: أ تقولون هذا الشيخ قريشهم الخ

[120] راجع التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الأنوار للجزائرى:

ص 22. و هذه التعليقة قد صححناه و حققناه و لكن لم يطبع.

[121] المجازات النبوية: 156

[122] رجال الشيخ: 54

[123] الخلاصة: 136

[124] راجع رجال الكشى: 110 ط جامعة مشهد

[125] و في« ن»: متغمص

[126] روى نحوه العلامة المجلسى في البحار: 8/ 172

[127] و رواه مسلم في صحيحه: 3/ 1380. و هنا تحقيقات و نكات حول هذه الرواية عن السيد بن طاوس في كتاب الطرائف ص 258 فراجع تغتنم.

[128] القاموس: 1/ 112

[129] القاموس: 4/ 201

[130] رجال الشيخ: 458

[131] رجال ابن داود: 80

[132] رجال الشيخ: 413

[133] رجال الشيخ: 463

[134] رجال الشيخ: 36

[135] المصدر: 43

[136] المصدر: 46

[137] المصدر: 57 و في النسخ« قد بيناه».

[138] المصدر: 37

[139] الخلاصة: 60.

[140] رجال الشيخ: 39

[141] المصدر: 63

[142] المصدر: 12

[143] المصدر: 63

[144] القاموس: 2/ 55

[145] الخلاصة: 193

[146] رجال ابن داود: 183

[147] رجال الشيخ: 45 و فيه سمير مكان شمير.

[148] الخلاصة: 87

[149] رجال البرقى: 3 و الموجود في المتن هو« شبير» و لكن قال في الهامش و في نسخة« ستير».

[150] الخلاصة: 192 قال ناقلا عن البرقى: ستير بضم السين المهملة و التاء المنقطة فوقها نقطتين و الياء المنقطة تحتها نقطتين و الراء.

[151] القاموس: 1/ 190

[152] الرواشح السماوية: 70

[153] التعليقة على الاستبصار: 4. المطبوع في الاثنى عشر رسالة للمؤلف.

[154] رجال الشيخ: 288

[155] رجال الشيخ: 433

[156] القاموس: 4/ 230

[157] و في« س»: و خرجت

[158] الخلاصة: 100

[159] رجال ابن داود: 245 قال: و بعض الاصحاب أثبته« الرازى» و هما، بناء على الوهم الاول. و قال في ص 41: و بعض فضلاء أصحابنا- و هو العلامة في الخلاصة- أثبته في تصنيفه« أبو غالب الرازى» و أن الامام عليه السّلام قال:« و أما الرازى» و هو غلط، و انما هو« الزرارى» نسبة الى زرارة بن أعين.

[160] الكشاف: 1/ 432

[161] رواه مسلم في صحيحه: 2/ 614

[162] سورة الاحزاب: 33

[163] المفردات: 135

[164] القاموس: 3/ 223

[165] رجال الشيخ: 47

[166] المصدر: 69

[167] رجال الشيخ: 14

[168] رجال ابن داود: 81

[169] رجال الكشى: 123

[170] رجال ابن داود: 371- 372

[171] راجع رجال ابن داود: 372

[172] هو الشهيد الثانى رحمة اللّه عليه في حاشيته على الخلاصة غير مطبوع.

[173] رجال الشيخ ص 477 و فيه صاحب كتب

[174] و قد أوردنا مصادر رواية الارتداد في ذيل كتاب الطرائف: 376

[175] صحيح البخارى: 7/ 208 ط دار الطباعة العامرة باستانبول.

[176] نفس المصدر من البخارى.

[177] صحيح البخارى: 7/ 207. و روى نحوه عن أنس مسلم في صحيحه: 4/ 1800

[178] صحيح البخارى: 7/ 207- 208 و صحيح مسلم: 4/ 1793

[179] صحيح البخارى: 7/ 206 و صحيح مسلم: 4/ 1796.

[180] صحيح البخارى: 7/ 208- 209

[181] صحيح البخارى: 7/ 173 و 209. و صحيح مسلم: 4/ 1795

[182] جامع الاصول: 4/ 450 قال: أخرجه البخارى و النسائى.

[183] جامع الاصول: 4/ 460

[184] جامع الاصول: 10/ 394- 395. و الفى‏ء ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار و أملاكهم عن غير قتال و لا حرب. و الاستئثار: الانفراد بالشي‏ء و التخصص به

[185] الانبياء: 104

[186] المائدة: 117 و 118

[187] صحيح مسلم: 4/ 2195 كتاب الجنة. و غر لا جمع أغرل، و هو الذى لم يختن و بقيت معه غرلته و هى الجلدة التى تقطع في الختان.

[188] نهاية ابن الاثير: 4/ 129.

[189] و من أحسن ما كتب المصنف في ذلك هو كتاب شرح تقدمة تقويم الايمان غير مطبوع

[190] الصحاح: 1/ 216

[191] نهاية ابن الاثير: 4/ 223

[192] القاموس: 3/ 246

[193] رجال الشيخ: 463

[194] بل في أصحاب الهادى عليه السّلام رجال الشيخ: 413.

[195] رجال النجاشى: 35. ط طهران

[196] و في المصدر: سفين و لعله هو سفيان كتب على هذا النحو.

[197] رجال النجاشى: 105

[198] و في المصدر: بذم في الرواية مشهورة جدا بين الاصحاب لا يظهر فيها الخ.

[199] الذكرى: 231

[200] رجال الشيخ: 391 و 389

[201] رجال النجاشى: 285

[202] سورة الفتح: 29

[203] سورة البقرة: 273

[204] سورة الحجر: 75

[205] المفردات: 524

[206] رجال النجاشى: 12

[207] رجال الشيخ: 164

[208] كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد و النجف الاشرف.

[209] كشى، محمد بن عمر، اختيار معرفة الرجال، 2جلد، موسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث - ايران - قم، چاپ: 1، 1404 ه.ق.

[210] مروج الذهب: 2/ 357 ط دار الاندلس.

[211] نهاية ابن الاثير: 1/ 456

[212] رجال النجاشى: 93- 94 ط طهران.

[213] رجال ابن داود: 82

[214] رجال الشيخ: 458

[215] رجال الشيخ: 433

[216] رجال النجاشى: 36

[217] القاموس: 2/ 96

[218] رجال الشيخ: 169 و 346

[219] رجال النجاشى: 43

[220] الخلاصة: 215

[221] الارشاد: 304 ط بيروت و فيه من خاصته الخ.

[222] أصول الكافى: 1/ 134

[223] المرائى جمع قلة للمراء و جمع الكثرة المرايا. قال في الصحاح: المراة بكسر الميم التى ينظر فيها و ثلاث مراء و الكثير مرايا« منه» 6/ 2349

[224] في« س»: الاستقسات.

[225] نهاية ابن الاثير: 5/ 290

[226] نهاية ابن الاثير: 1/ 87

[227] أساس البلاغة: 26 ط دار صادر.

[228] الصحاح: 6/ 2226

[229] الصحاح: 4/ 1339

[230] سورة الحاقه: 19

[231] سورة الكهف: 96

[232] رجال الشيخ: 436 و فيه بالدال المهملة أخيرا أيضا.

[233] رجال الكشى: 530 ط جامعة مشهد و 446 ط النجف الاشرف.

[234] الفقيه: 4/ 180 و فروع الكافى: 7/ 47.

[235] القاموس: 1/ 36

[236] القاموس: 1/ 136

[237] من لا يحضره الفقيه: 4/ 181

[238] نهاية ابن الاثير: 2/ 219

[239] الصحاح: 1/ 135

[240] القاموس: 1/ 73

[241] القاموس: 1/ 272 و 75

[242] نهاية ابن الاثير: 1/ 366

[243] القاموس: 2/ 8

[244] القاموس: 4/ 397

[245] سورة المائدة: 3 و سورة النحل: 115

[246] الصحاح: 5/ 2082

[247] كما في المطبوع منه بجامعة مشهد

[248] آل عمران: 144

[249] صحيح مسلم: 4/ 2054 و كتاب الطرائف: 380

[250] رواه مسلم في صحيحه: 3/ 1476 كتاب الامارة ح 52

[251] سورة الانشقاق: 19

[252] رواه في الكشاف: 1/ 616، و رواه أيضا العلامة المجلسى في البحار عن صحيح الترمذى: 28/ 30 و أيضا السيد ابن طاوس في الطرائف، 380

[253] أساس البلاغة: 497

[254] في« س»: أسباب.

[255] سورة الانفال: 58

[256] نهاية ابن الاثير: 5/ 7

[257] الكشاف: 2/ 165

[258] سورة الصف: 14

[259] نهاية ابن الاثير: 1/ 201

[260] نهاية ابن الاثير: 4/ 83

[261] سورة الانفال: 25

[262] نهاية ابن الاثير: 5/ 196

[263] نهاية ابن الاثير: 3/ 42

[264] و قد أوردنا مصادر حديث الثقلين عن العامة في كتاب الطرائف: 114- 122

[265] رواه مسلم في صحيحه: 4/ 1873 و كذا أحمد في مسنده: 4/ 366 و البحار:

23/ 107 و السيد ابن طاوس بطرق متكثرة في الطرائف: 114.

[266] و كذا أوردنا مصادره عن العامة في كتاب الطرائف: 168

[267] رواه مسلم في صحيحه: 3/ 1453 و أحمد في مسنده 5/ 90

[268] ذيل احقاق الحق عن الجمع بين الصحاح الستة: 7/ 478 و الطرائف عنه: 171

[269] رواه البخارى في صحيحه: 9/ 81 ط أميريه و أحمد في مسنده: 5/ 92

[270] رواه ابن المغازلى في المناقب: 19 و السيد ابن طاوس بطرق كثيرة في الطرائف: 147

[271] مشكاة المصابيح: 557

[272] نهاية ابن الاثير: 5/ 228- 229

[273] و في« ن»: من جوعانه

[274] الفائق: 4/ 85- 86

[275] نهاية ابن الاثير: 5/ 235

[276] الصحاح: 1/ 417

[277] جامع الاصول: 10/ 428 أخرجه عن طرق مختلفة

[278] الصحاح: 5/ 2092

[279] الصحاح: 5/ 2110

[280] القاموس: 4/ 220

[281] في« س» مشروه.

[282] في« ن»: الزائل.

[283] نهاية ابن الاثير: 1/ 231

[284] أساس البلاغة: 667

[285] القاموس: 4/ 398

[286] الصحاح: 6/ 2519

[287] الصحاح: 5/ 2027

[288] القاموس: 1/ 91

[289] و في« ن» و« س»: لا يغنى.

[290] نهج البلاغة: 87 من خطبه عند المسير الى الشام تحت رقم 48

[291] المفردات: 496

[292] الصحاح: 4/ 1434

[293] 2- 3 كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد و النجف الاشرف.

[294] 2- 3 كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد و النجف الاشرف.

[295] 4 في« س» المطالبة.